اعتبرت بريطانيا (في فترة الانتداب البريطاني على الأردن) أن كل أردني تابع لحزب الاستقلال ، فالاستقلاليون غير مؤيدين لحكم الأجنبي، فأول عمل ثوري لهم كان في مهاجمة الجنرال الفرنسي غورو، عندما كان في طريقه إلى القنيطرة. وبعد حوادث حوران عام ١٩٢٤ أصدر قرار بنفي الاستقلاليين من قبل الحكومة البريطانية بعد طلب من حكومة فرنسا في سوريا ،و من معان الى الحجاز توجهوا و انتهت اهم حبكة في قصة تاريخ الاردن المملوءة بالجهاد و النضال ضد المستعمر الأجنبي. و ازدادت السيطرة الاجنبية في عهد حسن خالد باشا ابو الهدى(١٩٢٦-١٩٣٤) و تبلورت بانشاء المعاهدة البريطانية الاردنية عام ١٩٢٨ و قبل عهد ابو الهدى سيطر الوافدون على المناصب العليا في الاردن و هدفهم فقط إرضاء المستعمر البريطاني و لم تؤرقهم مصلحة البلد ولا مصلحة ابناءه فساءت حالة البلد اقتصاديا و اداريا. تشكلت الأحزاب حفاظا على الصوت الأردني , فأول حزب اردني هو "حزب الشعب الاردني"، عام ١٩٢٧ اي قبل 'المعاهدة البريطانية الاردنية' و يهدف الحزب الى تحسين الاوضاع الاقتصادية و الزراعية و حماية الحرية الشخصية، انحل الحزب عام ١٩٣٠ بعد انسحاب اعضاءه. و في عام ١٩٢٩ تشكل حزب اللجنة التنفيذية للميثاق الوطني و هدفه تأييد الميثاق الوطني لتخلص من السيطرة الاجنبية. وانحلّ عام ١٩٣٤. و في عام ١٩٣٠ تشكل حزب الحر المعتدل يهدف الى تعديل الاتفاقية الاردنية البريطانية، و انحل الحزب بعد فترة قصيرة من تاسيسه.و في عام ١٩٣٣ تشكل حزب التضامن الاردني و نظامه الاساسي مبنى على ان اعضاءه يجب ان يكونو ممن استطونو الاردن قبل تاسيس الامارة و هذا ادى الى خلق نعرة اقليمية و انتهى الحزب بعد فترة قصيرة و تشكل حزب اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب الاردني عام ١٩٣٣ لتأييد المؤتمر الوطني الثالث و هدفه الاساسي انشاء حكومة دستورية مسؤولة امام المجلس النيابي و انحل عام ١٩٣٤.

لابد من ذكر حزب اللامركزية تحت الحكم العثماني (سوريا الطبيعية) الذي انتسب إليه أهالي الكرك, حزب اللامركزية المعارض للاتحاديين, حاولت الحكومة العثمانبة السيطرة بوحشية على محافظة الكرك, بالتجنيد الإجباري الى بلاد الروملي التي غالبا من يذهب اليها لا يعود, و سياستها الظالمة: حيث أمرت الحكومة العثمانية تحرير النفوس و الاموال و الأراضي مما أغضب أهالي الكرك المسالمين فأعلنواالثورة ,ثورة الكرك عام 1910 فأرسلت الحكومة العثمانية قوة عسكرية بقيادة نورس باشا حيث كان يرمي بشيوخ الكرك من فوق سور قلعة الكرك الى الوادي ورؤوسهم مثقلة بالحجارة ولم يجسر الاهالي على دفنهم. و نتيجة لانعدام الاستقرار الدولي وبالتحديد الحرب بين الاتراك و بلاد الروملي اضطر الاتراك الى اللجوء الى الدبلوماسية و التكتم السياسي حتى قدوم الشريف الحسين بن علي و إعلان الثورة العربية الكبرى عام 1916 لتخلص من الصبغة الأجنبية و للحفاظ على القومية العربية.