وثائق جديدة عن أزمة الصواريخ الكوبية
ما هو رجاء كاسترو لخروتشوف وكيف رد عليه خروتشوف؟!
نشر في 08 أبريل 2023 .
فى هدوء شديد أفرجت روسيا عن عدد من الوثائق الجديدة عن ما عرف «بأزمة الصواريخ الكوبية» عام١٩٦٢.
الوثائق فى حدود ما أطلعت عليه «تضيف» بُعداً جديداً للأزمة ، وملمحاً هاماً عن تفاصيل ما حدث وقتها.
كما أنها «تعطى» وذلك هو الأهم «درساً» جديداً فى علم إدارة الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي وقتها ... وكذلك تُظهر بجلاء الإختلاف فى فلسفة صنع وإتخاذ القرار وبعدها فى كيفية إدارة الأزمة بين الرئيسين "جون إف كنيدي" الأمريكي و"نيكتا سرجيفتش خروتشوف" السوفيتي.
ورغم أن الوثائق تحتوى على الكثير والكثير من التفاصيل الجديدة ، إلا أنه لفت نظرى فى الوثائق واقعة كادت أن تتسبب فى حرب نووية:
فقد كان التطور الأكثر إثارة للقلق على الإطلاق هو نداء أرسله فيدل كاسترو في وقت مبكر بتوقيت هافانا من صباح يوم ٢٧ أكتوبر (١٩٦٢) ، حيث طلب كاسترو من "خروتشوف" فى رسالة وفق ما تقول الوثائق:
«إننى أرجوك بحق الرفقة النضالية بين بلدينا شن ضربة نووية استباقية ضد الولايات المتحدة إذا تجرأ الأمريكيون على غزو كوبا».
وكان رد خروتشوف على نداء كاسترو حينما وصله وفق ما تسجله وتكشف عنه الوثائق الجديدة ، أن خروتشوف بعد أن قرأ نداء كاستروا ، وأعاد قراءته مرة ثانية علق قائلاً أمام الجنرال "بيريوزوف مالينوفيسكى" (وزير الدفاع وقتها) والجنرال"ماتفى زخاروف"(رئيس الأركان وقتها) بالقول:
«هل كاسترو مجنون بصفة دائمة؟! أم ذهب عقله نتيجة إدمانه للشراب ليلاً بصحبة جيفارا وراؤول ؟! .. أم هل أصابته تلك اللوثة تحت ضغط الحصار الأمريكي عليه من كنيدى؟!»
ولعل تعليق خروتشوف على مناشدة ونداء كاسترو له يشبه تعليق الرئيس "روزفلت" على اقتراح الجنرال الأمريكى ذائع الصيت "دوجلاس ماك آرثر" الذى هاله تدخل الجحافل الصينية عبر نهر يالو فى الحرب الكورية.
فذهب لروزفلت يقترح عليه ضرب الصين بالقنبلة الذرية ، ليعفيه روزفلت بعدها من قيادة الحرب ، ويقول لمن حوله بدهشة و استغراب:
«إنه ليس أحمق فقط ولكنه مجنون أيضاً» !!
فقد كان روزفلت يؤمن بمقولة كلاوزفيتز:
«بأن الحرب مسألة أكبر وأعقد من أن تترك للجنرالات».
و لازالت الوثائق تبوح بأسرارها معطية دروس وعبر من أزمات صنعت التاريخ كما قال لينين!