مش عارف أتغير !
ماذا نحتاج حتى نتغير ؟
نشر في 11 فبراير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لا أجد إفتتاحية كلام بخصوص هذا الموضوع أكبر من مقولة الإعلامي "أحمد الشقيري" عندما قال : اللحظة قد تغير يومك. اليوم قد يغير حياتك. حياتك قد تغير العالم .
كُلنا تأتي علينا أوقات نشعُر فيها وكإننا فى أشد الحاجة إلى حدوث تغيرات جذرية فى حياتنا ونبدأ فى التفكير في الأمر بجدية ونتحمس فى بادئ الأمر بل ونضع خطة لنتتبعها ولكن ..
سُرعان ما ينقلب الحال رأساً على عَقب ولا ندري من أين نبدأ وكيف نبدأ ؟
يحدث إحباط داخلى ومن ثم خارجي وكأن كل شئ من حولك سواء عاداتك السيئة او أصدقائك أو روتينك الذى لطالما إعتدتُ عليه يحاربونك لكي تتراجع عن هذه الفكرة !
إذاً أنت لَستُ شخص فاشل بل خطتك فى التغيير هي التى باءت بالفشل وتحتاج لإرادة أقوى وتخطيط أكثر دقة لمصلحتك .
والمقصود بالتخطيط هنا ليس وضع الجداول و السير فى خُطى بالوقت المحدد , بل المقصود بالتخطيط هو وضع القدم على الطريق الصحيح ومن ثم بدأ التدرج فى التغيير .
بشكل أوضح وأكثر عامية "إنت عايز تتغير ليه ؟ وعايز تغير إيه ؟ " ..
عندما يتم تحديد الهدف نسير بشكل واضح نحوه , قد يكون سبب أخذ قرار التغير هو عدم رضا الأهل عن أداءنا في الحياة أو ربما نُغير شيئاً من أجل شخص مُفضل لدينا أو من أجل التعامل مع الواقع الذى ربما لا يتناسب مع طبيعة شخصيتنا الحالية ...إلخ
وكل هذا ربما يدفعنا للتغير للأسوء أو للأفضل (لكننا بالطبع نريد التغير للأفضل)
لذلك كل هذه الدوافع جميلة ولكن ينقصها أهم وأقوى بل وأساس حدوث التغير وهو
أن يكون الذى دفعك للتغير هو شعورك بـ "عدم الرضا عن نفسك" .
هنا يبدأ الحديث الداخلي والإرادة فى تكوين أهداف أسرع لتنفيذ خطواتك تجاه التغيير ..
فمثال على ذلك :-
عندما تحدد مشكلتك وهي : أن مواقع التواصل الإجتماعي "SocialMedia" تأخذ نصيب الأسد من حياتك فأصبحت لا تُجيد التعامل إلا من خلالها ولا تقرأ خبر أو تعرف معلومة إلا من خلالها بل ولا تشارك الأسرة والأصدقاء تفاصيل حياتهم إلا عبر مواقع التواصل الإجتماعي ونتج عن ذلك حدوث مشاكل نفسية , لقد صار بينك وبين العالم حاجز نفسي بل وتدهورت حالتك حتى أصبحت لا تمارس طقوس حياتك كالدراسة أو العمل أو النوم بشكل طبيعي !
لقد حددت المشكلة وما نتج عنها وجاء دور التفكير فى خطة للتغيير ...
هل مواقع التواصل الإجتماعي شئ سيئ لابد قمعه والبُعد عنه تماماً أم إنه شئ جيد وبه عيوب ومساوئ ولكنك لا تُجيد التعامل معه ؟!
من المؤكد إن الإجابة الثانية هي الأرجح والأصح , إذاً لابد ان تعلم انك تحتاج إلى تغيير نمط حياتك ليتطابق مع واجباتك وحقوقك ولابد ان تثق ان لديك عقل يُجيد إستيعاب أكثر من شئ فى الوقت نفسُه ولكنك انت الذى لا يُجيد توظيف ما لديك لخدمتك .
وضروري ان تبدأ بالتدرُج فى التغيير حتى لا تشعُر بالضغط الشديد عليك فـ تغلبك نفسك وتتراجع , ودائما عندما يأتيك شعور انك لابد وان تتغير إبدأ فوراً بتغيير شئ ولو بسيط لا تؤجل النية لأجل بعيداً كان أو قريب لإنه من المؤكد سيحدث إحباط داخلي ومن ثم خارجي الذي سبق وتحدثنا عنه .
وأخيراً أُحب ان أُذكركم وأُذكر نفسي إننا جميعاً بحاجة إلى تغييرات جذرية فى حياتنا حتى نصبح أشخاص أسوياء وعلى دراية بواقع وأصحاب رؤية مستقبلية جيدة وبداخلنا فطرة نقية لابد من إستغلالها لإن نفسك تستحق منك هذا العناء حتى تكون الأفضل وليس المُكتمل .
غـير حيـاتك لأنـك لـن تُمـنح حيـاة أُخـرى .. ولـن تُـولد من جـديـد
-
Huda Abdelsalamخُلقت لأقرأ واكتب واجادل واعاند واعترض :)
التعليقات
مقال جميل , بالتوفيق .