بينما أذاكر للإمتحان الشهر المقبل وبالخلفية صوت عبدالحليم حافظ يشدو بأجمل الكلمات التي تريح الأعصاب نوعا ما وفي منتصف الليل ...

وكالعادة أجلس وحدي أذاكر معلومات لا أعرف متي ستنتهي ... ربما ينتهي العمر ولن تنتهي المذاكرة أبدا في الطب ...

تذكرت الأحداث التي مرت بي في الفترة الأخيرة وكم الأشخاص الخطأ الذين مروا بحياتي ..

تعلمت أن القسوة واجبة أيضا .. وليست كل الظروف نتعامل معها كما ربونا الأهل .. كلا .. لا بد أن نتغير ونتعامل مع الدنيا بعقل واعٍ أكثر ...

منطق أبي لا يجدي كثيرا مع بعض الأشخاص .. فنحن محاطين بأقذر البشر في صور زاهية جميلة ...

دع عنك طيبة قلبك قليلا وإلا فستكون أنت الضحية الوحيدة لأجلك أخلاقك وطيبتك وأصالتك ...

في الفترة الأخيرة صرت أفكر بعقلانية عالية نحو الأمور ...وصرت أختار مصلحتي فوق أي شئ سيضرني ..

وإنها لم تكن أبدا أنانية... ولكن الأغلبية لا تستحق التقدير ...

لقد غيرني العام ٢٠٢١ كثيرا .. ولولاه لما صرت أتأقلم مع الخبطات هكذا ...

صارت ندباتي تلتئم أسرع عما قبل ..

ودعت العاطفة الكاذبة وصار العقل يحكم بشكل كلي قبل كل شئ ... وإن كنت أصلا عقلانية فأنا الآن أكثر وأكثر وأكثر ...

أتعامل مع الأشخاص قليلي الأصل وأنا أكثر حذرا .. وكلما راودتني نفسي نحو التعاطف كلما ذكرت نفسي بكم مررت به ...

فلا أغفر.. ولا أسامح.. ولن أقدر أبدا ...أذكر نفسي بأنني لم أفعل إلا كل خير فقوبل بالخسة والندالة ..

لست آسفة علي ما مضي فلقد اوضحتلي الأيام لطف القدر فيما قد حدث .. ولكل مقام كان مقاله المناسب ..

كم كنت ساذجة حينما ظننت أن الثعالب طيبة ...

كم كنت أصيلة لدرجة توصف بالغباء مع من لا يستحقون ذلك ...

الشئ الوحيد الذي ربما قد يحزنني هو أصالتي أنا وعائلتي مع من لا يستحقون ...

أنا الآن لست كما أنا في فبراير العام الماضي والعام القادم لن أكون مكاني .. أكتشف كل عام أنني لم أتعلم بعد ..وأن الضريبة التي ندفعها من عمرنا ليست هباء وإنما لتنمي بنا نضجا بعيد الأثر...

تعلمت أن العائلة أهم شئ في الوجود وليذهب ما دون ذلك إلي حيثما شاء ...

أنا لست آسفة علي قسوتي ..ولا أعتقد بأنني مخطئة في ذلك ..إن كنت قد اخترت سلامي النفسي ....

أنا الآن علي موعد مع محطات جديدة في حياتي وتعلمت ألا أبوح لأحد بسر مهما كان درجة قربي له ماعدا عائلتي ..

فالناس تفسد الأحلام البعيدة ...

أنا آسفة لنفسي فقط لأجل ما مررت به ..وعهد علي ألا أثق وألا أتعاطف وألا أعتبر الجميع كأسرتي فلن أجد كإخوتي وكأمي وكأبي رحمه الله ما حييت ...

أنا لست آسفة إلا لنفسي ولأسرتي ....

والكل دون عائلتي صفر لا قيمة له إلي أن يثبت العكس ...

لولا العام ٢٠٢١ لما صرت أفكر في مصلحتي أكثر .. ولقد كنت محقة لأن اختار ذاتي وحياتي فوق كل شئ وليذهب الزائفون إلي الجحيم .. ولست بنادمة أبدا ..ولكل من رأي مني وجها ثانيا أنا لست آسفــة......

وكما قال محمود درويش لا تعتذر إلا لأمك ....فأنا وإن كنت سأعتذر ..فسأعتذر لنفسي ولأمي ولأخوتي ولأبي في قبره أما الجميع لا يستحق ......

بقلمي : إيمــان فايد

طبيبة بشرية

الأحد: ٢٠ فبراير ٢٠٢٢