هيا أخبرنى كيف ترانى؟هل يوجد بى عيوب؟أخبرنى عن مميزاتى؟"
كثيراً ما نطرح هذا السؤال على الأشخاص المقربين منا فى محاولة لمعرفة الصورة المرسومة لنا لدى الأخرين،طوال الوقت نظل نطرح هذا السؤال و نجمع الأراء،و بناء على ما جمعته من أراء تبدأ فى تكوين الأنا الخاص بك و تعتقد أن فى ذلك إجابة على سؤالك .
نتيجة لذلك تقضى حياتك كلها صقل و معاناه لتحسين صورتك أمام الناس و من ثم لا تجد طريقة أسهل غير التقليد و النسخ فتبدأ فى
نسخ تصرفاتك و شخصياتك من الناس حولك تلك هى نفس الأستراتجية التى يتبعها الطفل
الصغير ليستطيع الكلام فيبدأ فى تقليد والديه .
يقول الكاتب المسرحى أوسكار وايلد
"كن نفسك و لا تكن حد غيرك لأن غيرك مستخدم من قبل شخص أخر "
كن نفسك..ولكن كيف؟
فى كتاب "كن نفسك " للباحثة عائشة رافع تقول:
حين تقوم بعمل ما،مهما كان صغيراً،باستمتاع ورغبة صادقة في الإتقان فأنت في تناغم مع "نفسك" الحقيقية.
وحين تقول رأيك بكل صدق وموضوعية لا تنتظر رضا ولا استحسان الآخرين،ولا تخشى نقدهم أو رفضهم، فأنت تتحدث من وازع "نفسك" الحقيقية.
حين تكون حريصاً ألا تجرح مشاعر من تحب ومن لا تحب على قدر سواء، فتلك هي مشاعر "نفسك" الحقيقية.
حين تحترم شخصاً ما بقدر صدق قوله،ونفع عمله وليس لمظهره الاجتماعي، فأنت تراه بعيون "نفسك" الحقيقية.
حين تشعر في لحظة ما بتدفق الحب من داخلك لجميع الكائنات فهذا الحب هو طبيعة "نفسك" الحقيقية.
وحين تدعو لنفسك بالصحة والسعادة والأمان وتجد أنك تتمنى ذلك لكل البشر بلا أي تمايز، فتلك هي مشاعر "نفسك" الحقيقية.
وحين لا تدخر جهداً من أجل مساعدة إنسان ما دون انتظار لرد الجميل أو الشكر فأنت وقتها تعيش خُلُق "نفسك" الحقيقية.
وحين تجد نفسك وأنت وسط غضب شديد من إنسان ما تحاول أن تُنصفه حتى من نفسك.. فهذا هو عدل "نفسك" الحقيقية.
إن قدر ما تتمتع به نفوسنا الحقيقية من جمال وسلام وإبداع.. وكل المعاني الجميلة كبير... ومتنوع!!
ولا يوجد بين البشر من لم يلتق بنفسه الحقيقية في لحظات من حياته.. قلّت أو كثرت.
أما باقي لحظات الحياة فنحن غالباً ما نتصرف بدافع من ردود أفعال غير سوية، وبها الكثير من المخاوف.. والغضب.. والجروح.. والألم.. وإحساس الذنب، وكلها نتاج مخزون عاطفي كبير متراكم داخل النفس، منذ الميلاد وعلى مرِّ السنين. هذا المخزون يحجب التفاعل النقي للنفس الحقيقية.
وهل نستطيع أن نعيش حياتنا كلها.. أو معظمها وفقاً للنفس الحقيقية؟
فى الحياة يقابل الإنسان نماذج من العظماء فيُعجَب بهم وبما يقدمونه من أعمال مبهرة، ويحاول البعض أن يتمثل بهم فى كل ما يفعلونه، وقد يصل الأمر إلى حد تقليدهم تقليدًا به كثير من المبالغة، إلا أن الحياة لا تحتاج إلى صور متماثلة ومتطابقة من البشر بل إلى تنوع من الشخصيات والمواهب يُثريها ويُضفى عليها جمالًا عميقًا،فماذا لو كانت حياة الإنسان كلها لونًا واحدًا أو مذاقًا واحدًا؟! أعتقد أنها حينئذ تفقد أجمل ما فيها ألا وهو الاختلاف والتنوع والإبداع المتميز.
- كن نفسك -
-
Ahmed Elnourأحمد النور 22سنة طالب بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية