العديد من الأمور, الأحداث التي نعيشها يوميا من شأنها أن تشتت انتباهنا و من شأنها دفعنا لنسيان بعض الحقائق التي لا هروب منها

العديد من الأشخاص, النقاشات و حتى بعض العادات اليومية تلهينا عن الأمور الأساسية التي لا مفر منها.

معرفة و تذكر هذه الحقائق يمكنك من قطع شوط كبير من كل محاولات الكسل , التأجيل و البحث عن الأعذار, سيمكنك من أخذ القرارات بحكمة أكبر و إيمان أقوى .

1-لن تتخلص أبدا من المشاكل, العقبات و التحديات:

و أنا أقول هذا فقط حتى تتوقف عن انتظار الظروف المناسبة حتى تبدأ عملا ما, حتى تحقق شيء ما, حتى تفوز بشيء ما.

حتى تتوقف عن انتظار استقرار الأوضاع و خلو حياتك من أي مشكلة و من أي شيء عليك القيام به و الذي يأخذ وقتا, حتى تقوم بما تريد القيام أو بما عليك القيام به.

سنواجه دائما مشاكلا ما دمنا على قيد الحياة, ما إن ننتهي من مشكلة ما سنقع في مشكلة أخرى.

و هذه ليست دعوة للتشاؤم و الاستسلام فكل تحدي حتى و لو بدى صعبا أو بدون معنى إلا أنه سيعلمك العديد من الامور , سيزيد من قوتك و صمودك, سيزيد من إيمانك و تواضعك.

و لكن من الحكمة أن تتوقف عن توقيف حياتك كل ما حدث شيء غير محبب أو شيء لم تخطط له و لم تتوقع حدوثه , أن تقضي وقتك في التذمر و في خلق عادات سيئة و نمط حياة مؤذي, فهذا لن يضرك إلا أنت فقط.

إذا, فلتغير من طريقة تفكيرك و لتحسن الظن بالأقدار التي كتبها الله, تحل بالصبر و لتستغل أي ظرف مهما كان لتحصل على شيء ما تريده.

هذه الحياة ليست فرصة لتحقيق ما نريد و لنعيش كيفما نريد بل فرصة لنعمل على خاتمتنا, فرصة لنصبح أحسن بقيم و أفكار أحسن, لذا إذا أردت شيئا فقم و اسعى لأجله , فقم و ابذل جهدك , فقم و لا تستسلم و لا تنتظر الظروف الجيدة حتى تبدأ أو حتى تستمر.

2-لديك دائما حق الاختيار:

من السهل أن تكون ضحية , من السهل أن تتخلى عن المسؤولية , من السهل تعداد كل شيء سيء يحدث في حياتك و الذي لا تستحقه.

من السهل الاستسلام, أن تتهم كل من آذاك بأنه السبب على ما أنت عليه اليوم و بأنه المسؤول عن إصلاح ما خربه, من السهل أن تلوم ظروفك, محيطك و العالم بأكمله على ما أنت عليه اليوم و على ما ستصبح عليه غدا.

و لكن هل هذا حل؟ هل هذا حل تعتمد عليه في وجه أي شيء يحصل في غير مصلحتك؟

ربما على المدى القصير ستنجح هذه العملية و لكن ماذا عن المدى البعيد ؟, ماذا عن تكوين شخصية انهزامية و ضعيفة؟, ماذا عن كل العادات السيئة التي ستبنيها و تواصل فعلها؟, ماذا عن الشعور اليومي بالعجز و اليأس؟, ماذا عن فقدان الرغبة في العيش و التحول لأسوء نسخة من نفسك؟

مهما بدى الوضع الذي أنت فيه معقد و صعب, مهما شعرت بأنك عاجز و فاقد للأمل لأي شيء إلا أنه دائما تستطيع أن تختار شيئا أخرا, تصرفا أخر وقولا أخر.

فاختر بحكمة و اختر ما ينفعك, يسعدك و يفيدك.

3- ما الذي تركز عليه يؤثر على الكثير من الامور:

صدقني ما تركز عليه هو الشيء الذي إما سيحررك او يسجنك ,أن تركز على الأمور التي تستطيع تغييرها و التحكم بها, أن تركز على كسب الأجر, أن تركز على الأشياء التي تملكها, أحسن من أن تجري كل حياتك وراء أشياء أو أشخاص ليسوا لك احسن من أن تسعى وراء ما يملكه الآخرون بدافع الرغبة بأخذ كل شيء مع نسيان أن الحياة ليست مثالية و لا نستطيع ان نتمتع بكل شيء.

أن تركز على الجانب الجيد بدلا من السيء.

أن تركز على ما تعلمته بدلا على ما خسرته و تعرضت له.

أن تركز على الأشياء التي ستدفعك نحو الأمام, ستجدد طاقتك و ستحفزك أحسن من أن تركز على الأمور التي ستدفعك للجمود, للاستسلام و لفقدان الأمل .

4-ما تملكه اليوم, يمكن أن يؤخذ منك غدا:

الحياة تتغير,الظروف تتغير و الأرزاق تتغير, من أشخاص, صحة, مال, قوة...

لن تضمن أنك ستكون دائما شابا فاستغل هذه الفترة لتقوم بما تستطيع فعله أخذ مخاطر , أكثر من التجارب, قم بما تريد فعله و لا تدع للخوف مجالا.

الأشخاص الجيدون في حياتك لن يظلوا معك للأبد, لا تأخذ وجودهم الدائم على محمل الحتمية فعاملهم بشكل جيد, قدر وجودهم شجعهم و ادفعهم نحو الأمام و نحو الأحسن

المال استغله في ما سيعود عليك بالفائدة من تعلم أشياء مفيدة, إضافة مهارة لقائمة مهاراتك, فعل الخير و الاستمتاع بهذه الحياة.

لا شيء تملكه تستطيع ضمان أنه سيبقى لك للأبد, فكن متواضعا, قدر ما لديك إن كان بسيطا أو لا , و استغل ما لديك أحسن استغلال حتى لا تدع للندم مجالا في حياتك.

5- ستموت يوما ما:

تذكر بأنك ستموت في أي لحظة سيفيدك كثيرا, سينبهك على حقيقة الأمور التي نوليها انتباها يوميا , بعضها لا يستحق و البعض الآخر يستحق كل جهدنا و اهتمامنا, سيدفعك لعيش الحياة بحلوها و مرها فالحياة قصيرة و لا أحد يريد أن يعيشها متخفي أو في محاولات أن يتقبله البشر.

سيفتح أفقا آخرا ألا و هو الإصرار على تحقيق أهدافك, فإن كنت سأموت غدا أو لا على الأقل أريد أن أموت و أنا حققت ما أريد أو حاولت قصارى جهدي, على الأقل استغليت وجودي ووقتي في شيء مفيد و غير مخجل أبدا.