منذ فترةبدأت بدراسة التجربة الصينية ، الغريب فيما قرأته ودرسته هو «فكر» رجل الصين القوى اليوم "شي جين بينج".
فالرجل يبدوا أنه يعود بالصين لعهد «الأيدلوجية» الماركسية اللينينية التى سادت طوال عهد "ماو تسى تونج" ، والتى الغاها خليفته "دينج تشاو بينج"("المصلح" فى نظر البعض و"المحرف" فى نظر البعض الأخر) حينما وقف فى مؤتمر الحزب الشيوعى الصينى عام 1981وأطلق شعاره الشهير:
«دعونا نستغني عن النظرية أيها الرفاق»
أى إعلاء المصلحة(البرجماتية) بعيداً عن إطار وإسار وأسر النظرية.

وسار على نهجه من بعده خلفاءه "جيانغ زيمين" و"هو جينتاو" (الرجل الذى تم اخراجه بمهانة من مؤتمر الحزب الاخير أمام عدسات الكاميرات) .

أما اليوم فالسيد "بينج" قد أعاد تأكيد نفوذ الحزب الشيوعي الصيني وسيطرته على جميع مجالات السياسة العامة والحياة الخاصة، وأعاد تنشيط الشركات المملوكة للدولة، ووضع قيوداً جديدة على القطاع الخاص، وقام بتغذية النزعة القومية من خلال اتباع سياسة خارجية حازمة بشكل متزايد.
وهو فى كل كتاباته وخطبه ينطلق من اعتقاد مستوحى من الماركسية اللينينية بأن التاريخ يقف إلى جانب الصين بشكل لا رجعة فيه (الحتمية التاريخية) وأن الصين القوية عندما تتدخل فى النظام الدولى الصينية ستنتج نظاماً دولياً أكثر عدلاً.
باختصار، فإن صعود السيد شي يعني عودة الأيدولوجيا من جديد لحكم التنين الصينى.

وهذا أهم ما يخشاه الغرب والأمريكان فى مقدمتهم ، لدرجة جعلتهم يقولون عن الصين فى وثيقتهم للأمن القومى المنشورة أخيراً:
«الصين هي المنافس الوحيد الذي اجتمعت فيه النية لإعادة تشكيل النظام الدولي، مع قدراته المتزايدة على المستويات، الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، اللازمة للنهوض بهذا الهدف».
ترى ما الذى سيفعله رجل الأيدلوجية داخلياً وخارجياً؟
لننتظر لنرى!