لو عدنا إلى الزمان قليلًا لا أعلم عشرون عامًا ، منذ نعومة أظفاري تقريبًا وأنا أبدي مشاعري بطريقة واضحة لا نفاق فيها ولا مجاملة ولا تحسين ولا إصلاح ، وعلى الأغلب جميع الأطفال في ذاك السن هكذا ، كنت أضحك وأبتسم وأرتمي في أحضان من يرتاح له قلبي الصغير بل وأنام على دندنته بكل أمان ، وما أن ينظر لي هذا الغريب الذي كرهه قلب الطفلة آن ذاك ، أبدأ ببكاء متواصل لا انقطاع حتى يذهب بعيدًا ...
كانت مشاعري واضحة ، أحب هذا ، لا أريد هذا ، أشعر بالأمان هنا ، وإن كان التعبير بالضحك أو البكاء ولكن كان صادقًا أيًّا كان منهما ..
ولكن مع مرور الزمن ، والعيش على سطح الكوكب الذي يحملنا والتطبع بطباع ممن حولنا ، أصبحنا نُخفي تلك المشاعر ، أصبحت تجلس وبجانبك أكثر البشر خطرًا على مشاعرك ولكن!
مع مرور الزمن سنة تلو السنة ، أصبح نفاق الشعور أمرًا طبيعيًا ، بل هذا السائد المتعارف عليه!
أضحك في وجه الجميع وأبتسم لمن أعلمه ولمن لا أعلمه أعلم أن ذاك الصواب بعينه ، ولكنه لأمر مرهق !
أمر مرهق ، عندما يكون ما يعتلي وجهك ، بعكس ما يواريه قلبك ..
يومًا بعد يوم حتى أصبح منهاجي ودستوري ، "ليس كل ما في القلب ينطقه اللسان أو تعمل به الجوارح "..
لم أعد أبدي غضبًا أو استياءًا أو حتى اهتمامًا، فقط أحتفظ بما في قلبي لنفسي !
فقط كن لطيفًا مع الجميع ، واحتفظ بالباقي لنفسك ..
-
Maryam Tahaطالبة بكلية الطب ، أهوى الكتابة شعراً ونثراً ، لي آرائي الخاصة التي أحب أن أبرزها للعيان بشكل بلاغي ..
التعليقات
لكن ما بأيدينا بيد أننا نوسِع الصدر، ونتقبل الأمر، طمعًا في الأجر .
بوركت .