القراء يريدون ادبا لا يفنى بفناء صاحبه - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القراء يريدون ادبا لا يفنى بفناء صاحبه

في زمن سيطرت فيه الرواية على الساحة الادبية

  نشر في 04 شتنبر 2017 .

في زمن اصبح الجميع مؤهلا لحمل قلم اوالتدوين على حائطه في مواقع التواصل الاجتماعي, واصبح من هب ودب ينسب لنفسه رتبة كاتب/ كاتبة, والاخطر من ذلك دور نشر تطبع وتروج وتبيع الاف النسخ لفلان وعلان , انتشرت الكتب والروايات التي تحمل بين طياتها ضجيج قلم استنزف عقل حامله ليثقلنا نحن عند القراءة بترهات ان لم نقل عنها افكار لا تسمن ولاتغني من جوع, في حين لم تلقى الكتابات المفيدة مكانا لها في عقول من يسمون انفسهم قراءا,كيف لنا ان نبني حضارة بلد ما ان لم نولي عناية بادبه؟ 

الادب هو قوت الشعوب حين جوعها, ماءها عند العطش, سلاحها حين تندلع الحروب,بدون الادب تندثر الحضارات وتصبح في طي النسيان, نحن بامس الحاجة الى كتاب يبعثون فيما تم الاجهاز عليه الروح ان يعيدو احياء ماخلفه كبار الكتاب امثال مالك بن نبي , الجوهرة المنسية رجل من طينة الكبار كتب فابدع ,ترك خلفه ارثا عظيما ,لكن للاسف تم دفنه يوم دفن صاحبه, يموت الرجال ويبقى الاثر, مالك عينة من نوابغ  الادب, نقطة من بحر , نذكر منهم : طه حسين ,عبد الرحمن منيف ,نجيب محفوظ,ليلى ابو زيد ,محمد ديب ,كاتب ياسين ,الطيب صالح,جبرا ابراهيم جبرا,حنان الشيخ ,بنسالم حميش ,الياس خوري,ابراهيم الكوني وغيرهم ,اكاد اجزم بان الكثير منا لم يسمع ببعض الاسماء التي ذكرت اعلاه , السؤال المطروح هنا اما آن الآوان لنشهد ولادة قلم يكون سليل اقلام وفية لاصحابها خلدت اسمائهم في سجل التاريخ ؟ من ينتشلنا من دوامة الركاكة التي تحيط بنا من كل جهة, لن ننكر وجود كتاب مميزين في ادب مايسمى الرواية ( الادب المتصدر  والمهيمن على الساحة العربية) تركوا بصمتهم وتميزو باختلافهم نذكر منهم : الدكتور احمد خيري العمري, واسيني الاعرج,ايمن العتوم, ادهم الشرقاوي وغيرهم اما بقية الكتاب للاسف الشديد تعددت اعمالهم والمضمون واحد, الحب والمشاعر اهم الموضوعات التي تطرقت اليها معظم الكتابات ,وكان ذلك جل مانعانيه في عالمنا العربي , جميل ان نكتب عن الاحاسيس ان نجول في اعماق  الذات ان نصف تاوهاتها ولوعتها , حنينها لمن تحب, عذابها, وفرحها , ولكن ان تكون جميع الاعمال تدور في حلقة الحب المفرغة فذلك ضرب من التسيب ,يقول جلال الدين الرومي في احدى قواعد شمس التبريزي الاربعون:فن المعرفة هو أن تعرف ما يجب عليك تجاهله. وهذا مانحتاجه بالضبط نحن القراء , ان نغربل الكتب التي ننهم منها ,ان نهضم مايفيدنا وان نتخلص من ما سيسبب لنا لاحقا  نوبات صداع حب حادة , ضروري وجدا ان تشهد الساحة العربية معجزة ادبية, ترتقي بالادب العربي وتجعله اهلا للمنافسة العالمية, ان تبتعد الاقلام العربية عن امراض القلب المزمنة التي جعلت بعض الكتاب يصدرون انتاجات من اربع مئة صفحة او اكثر باطالة مملة , وصف مكرر, شخصيات تعاني هفوة في المشاعر, او يمكن القول عنها اعاقة مكتسبة, والمضحك في الامر ان الشباب يقبل عليها كي يداري فشله المزمن في اقامة علاقة خرافية كالتي قرا عنها , جل مايتم تداوله الان مستهلك ,امور لا داعي للخوض فيها ,انما تزيد من عمق بلة الطين, نحن بحاجة الى ثورة فكرية ,تقلب المفاهيم المتداولة حاليا راسا على عقب ,تكسر حاجز المشاعر المسيجة, القنبلة الموقوتة التي استغلها بعض الكتاب كي يحققو ربحا ماديا ويتسلقو سلم شهرة مؤقت, ان تضرب به عرض الحائط ,ادب يجعلنا نتدبر ونتفقه نلجا الى العقل كي نفكك شفراته ,كتابات تدفع بنا الى القيام باكرا كي نحقق اهدافنا,تزيل الغبار عنا وتنتشلنا من زاوية الاكتئاب التي اقبعنا فيها انفسنا  يوما عندما قرانا شيئا حزينا تخيلناه يشبه مانمر به وقتها, نحن بحاجة الى فكر ,فقه ,خيال علمي,تنمية بشرية,والاهم من ذلك بحاجة الى اقلام ناشئة  غيورة على الحرف العربي ترى ضرورة الوصول بالادب  الى بر الامان ولما لا الى المنافسة العالمية.

نحن اليوم واكثر من وقت مضى كقراءبحاجة الى ادب لايفنى بفناء صاحبه,ادب يبقى حاضرا في الاذهان, حيا تتداوله الاجيال وتنتفع به, نحن هنا لاننقص من قيمة الرواية وانما نريد مزيدا من الابداع مزيدا من المواضيع وان يخوض الكتاب في مجالات اوسع تخرجهم من دائرة الروايات العاطفية التي اكتسحت العقول وشتت الافكار.


  • 14

   نشر في 04 شتنبر 2017 .

التعليقات

Dallash منذ 3 سنة
واقع وحقيقة
0
Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
فعلا كلماتك تعبر عن واقع مؤلم لنشر اعمال هزيلة وهناك كتاب لايعرف عنهم احد شيئا اعتقد ان المشكلة الاولى فى الاعلام الذى لايهتم سوى ببرامج المنوعات والاغانى والرقص ولم تعد هناك اى مساحة للبرامج الادبية او الادباء الشبان - شكرا وكل التوفيق
3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا