هل ألقيث المخلفات في صندوق القمامة اليوم؟
نشر في 22 شتنبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هل ألقيت المخلفات في صندوق القمامة اليوم؟
"لكل شخص الحق في بيئة صحية سليمة، وحمايتها واجب وطني. وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها، وعدم الإضرار بها، والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة، وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها"
هذا هو نص المادة 47 من دستور الجمهورية المعدل لسنة 2014 والتي سبقتها مواد أخري ترصد وتحدد كافة المشاكل والتحديات البيئية لمصر، وما هو دور الدولة في حماية واستدامة البيئة المصرية. التنمية المستدامة هي نظرية ليست بالحديثة ولكن تم تداولها في العشرين سنة الماضية في مختلف المحافل العلمية والسياسية وحتى الأدبية لأسباب كثيرة تتعلق بتطور سياسات الصناعة والتجارة ومشكلة تغير المناخ والاحتباس الحراري والطاقة الشمسية والأمن الغذائي وغيرهم من المواضيع التي قد لا تستحوذ على أي قدر من اهتمام المواطن البسيط أو حتى المقتدر، ولذلك وجب الرد على السؤال التالي:
"هل توجد تنمية مستدامة واخري غير مستدامة؟" الإجابة هي نعم يوجد الاثنان.
. التنمية المستدامة هي أخذ البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي في الاعتبار بالتساوي عند القيام بأي نشاط أو مشروع او كتابة تشريع او وضع سياسية عامة لدولة بشكل يحفظ حقوق الأجيال القادمة ولا يقلل من فرصة حصولهم على الموارد الطبيعية التي نجدها حولنا اليوم. كل ما حولنا غير مستدام بالمرة وفي الغالب غير مرتبط بمفهوم التنمية في الأصل، التنمية فكر وعلم وتطبيقات: مثلا نموذج إلقاء فارغ المشروبات الغازية، والتي ندفع ثمنها مجددا كل مرة نقوم بشراء مشروب. وهذا بينما الأجدى والأنفع أن يعود لنا جزء مما دفعناه عند إرجاع الفارغ للتاجر، لأنه يمكن عند إعادة تدوير العبوة توفير جزء من الطاقة والموارد التي تستخدم في استخراج المعادن وفي صناعة عبوة جديدة ، (عائد اقتصادي + بيئي). وفوق ذلك يخلق التدوير كثير من فرص العمل (اجتماعي)، ثم نحافظ على نظافة الشارع من القمامة (بيئي). قس على ذلك كل المشكلات في حياتنا اليومية، ولنأخذ قضية ازدحام المرور والمواصلات وأسعار الوقود . فإذا وجدنا مواصلات جماعية جيدة ونظيفة آمنة خالية من التحرش، بمواعيد ثابتة، وأسعار معلنة، سوف يقلل ذلك من معدل استخدام وشراء السيارات الخاصة؛ وبالتالي تخف حدة تكدس السيارات في الشوارع ويحقق سيولة افضل ويقل استهلاك الوقود والذي بدوره يقلل من يلوث الهواء. ففي الزحام يتم حرق كميات أكثر في وقت أقل بكفاءة منخفضة وبالتالي يؤثر سلبا على صحة المواطن، والذي يضع مصر في مقدمة الدول ذات الهواء الأكثر تلوثًا. والذي ينعكس ليس فقط على معاناتنا كمرضى ولكن أيضا على خسائر مالية تستهلك جزء كبير من الدخل القومي كان من الممكن الاستفادة بها في تحسين حياة الافراد
أذن الشكل الحالي والمستقبلي لمصر بعيدًا عن مفهوم التنمية المستدامة المتعارف عليه هو نفس الشكل الذي تراه يوميًا. فهناك ستجد أكوام من القمامة تملأ الشوارع وستجد احتقان مروري وتلوث في الهواء وفقر في الطاقة وفي الموارد وتلوث للمياه ،. كل ذلك ما هو إلا عبء على البيئة وعلى صحة المواطن.. كل هذا نتاج سياسات تنمية غير مسئولة، وبالتالي غير مستدامة في المقام الأول.
لكن القضية ليست في سياسات الدولة فقط ، رغم أهميتها، لكن ربما كان غياب فكر التنمية المستدامة عن الدولة ينعكس أيضا في غياب هذا الفكر على مستوى المواطن والفرد والجماعة في مصر ويبدو في سلوكياتنا. ودعونا إذًا نطرح بعض الأسئلة عن سلوكنا اليومي المتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة والتي في إجابتها سندرك فداحة الموقف الذي نعيش فيه.
: هل ألقيت المخلفات في الصندوق اليوم؟ هذا السؤال حيوي قد يكون رده بشرة خير لمستقبل مصر، او انعكاس حقيقي لمستوى ثقافة ووعي الشعب والدولة بأحد أهم مواردها وهي القمامة والمخلفات. جولة بسيطة في أنظف أحياء القاهرة لن تخلو من المنظر المعتاد لأكياس القمامة وغلاف المأكولات الجاهزة أو الحلويات وغيرها من منتجات الأكل السريع والمعلبات المعدنية وكلها ملقاة على الأرض في مشهد حضاري مبهج ينم عن انتماء شديد لمنظومة قيم بنائه يعاني منها الشعب المصري
1. هل فصلت القمامة من المنبع اليوم؟ إن فصل القمامة من المنبع سوف يؤدي إلى الحد من عدد مرات إخراج القمامة للشارع، بل سوف يحافظ على ما تبقى من فضلات الطعام للتدوير او حتى التخلص منها بشكل غير ضار كليًا بالبيئة. وأيضاً يحافظ على البلاستيك والزجاج وغيرهم في حالة أفضل يستطيع من خلالها عامل النظافة التعامل مع المخلفات بشكل فعال ونظيف.
2. هل استخدمت أكياس بلاستيكية اليوم؟ إن استخدام الأكياس البلاستيكية بشكل يومي يؤثر على صحة الانسان بشكل مضر بسبب ما تحتويه من مواد مضرة، بالإضافة إلى كونها مصنوعة من مواد مسرطنة ولا تتحلل في الطبيعة، فتكون غابات من البلاستيك في المدن والصحراء، بل وتتسرب إلى الماء وتقتل الحياة البحرية.
3. هل تركت المياه مفتوحة اليوم؟ بإمكانك تخيل كمية المياه المهدرة في أثناء عملية غسل الوجه أو الوضوء أو الاستحمام في حالة عدم غلقها أثناء عدم استخدامها، ناهيك عن سرعة تدفق المياه والذي يضاعف كمية المياه المهدرة. وأظن أن كل منا قد رأى بعينه عملية الوضوء مثلاً في الأماكن العامة والمياه تغطي الأسطح، بل ويكاد الشخص يغرق في مسطح مائي نتيجة لما يسمى بالطرطشة.
4. هل ترجلت أو ركبت الدراجة الهوائية اليوم؟ بإمكانك أن تتخيل مثلا حجم سكان منطقة مثل مدينة نصر، وأن معظم سكانها من الشباب يذهبون إلى أحد المراكز التجارية بشكل أسبوعي. ولكن لأنهم يفضلون الذهاب بالسيارة يقومون بشراء أشياء أكثر ليحملوها في السيارة، بالإضافة إلى تلوث الهواء وضياع الوقت في المرور. وأخيرًا الانتظار في السيارة مما يترتب علية أضرار صحية بسبب عدم ممارسة المشي او الرياضة بشكل عام.
هذا ليس كل شيء، ولكن حاول أن تنظر حولك على معمار القاهرة إذا كنت من سكانها أو إذا كنت من سكان الدلتا أو الصعيد. وتخيل ما هذا الكم من الطوب الأحمر؟ أين أشعة الشمس التي تدخل من النافدة لتحافظ على نظافة المنزل؟ هل تستطيع أن تري النجوم في المساء؟ هل تسمع ضجيج السيارات وكافة النزاعات في المواصلات؟ كل ذلك غير مستدام وضار بالبيئة وبالتالي بالإنسان وبحياته على الأرض. عليك إذًا أن تتخيل ما هو شكل مصر في خلال ٢٠ عامًا من الآن إذا استمرت معدلات الزيادة السكانية والتلوث والتوسع العمراني غير المستدام، بالإضافة إلى شراء السيارات بشكل هستيري، حتى أن بعض الأسر تمتلك بدل من سيارة واحدة ثلاث أو أربع كلها تعمل بالوقود المدعم، والذي يحرق ليلوث البيئة بشكل مباشر. علينا إذًا أن نتحول من نموذج الشعب الى نموذج المواطن (from population to citizen) والفرق بينها كبير جدًا. فالأول هو أن تعيش مع القطيع بدون تفكير وتتخلص من كل حواسك الإنسانية، فلا تعبأ مثلاً بمشكلة القمامة بل تُمارس حقوقك كفرد من أبناء الشعب وتلقي مخلفاتك في الشارع لينحني عامل النظافة محاولاً رفع ما تركته أنت. من الممكن أيضًا أن تذهب لأي مكان لا يبعد عنك سوى بضعة أمتار في سيارتك المكيفة وتزاحم المارة، ولا مانع من إلقاء عقب سيجارتك أثناء الوصول إلى مكانك. ولا تنسى أن تكسر الإشارة إن وجدت، وتستخدم بوق السيارة بسبب أو بدون فتعلم كل من في الشارع أنك موجود.
السبب الحقيقي وراء كل ما نعانيه من سلوكيات غير مستدامة بالمرة في جودة التعليم ومستوى التربية المجتمعية التي يتلقاها الطالب أو الطالبة في المدرسة والمنزل. وبالطبع لأن النظام العام لا يسمح إلا بالمنافسة غير الشريفة، والتعامل مع الباقي على أنهم أعداء يجب أن نهزمهم في الامتحانات لنحصل على كليات القمة سواء كنّا نرغب في الدراسة بها أم لا، ولكن المهم هو الوصول والاستحواذ. هذا هو نفس المنهج الأناني الذي أدى الي كل ما سبق، بالإضافة إلى انعدام دور الدولة وغياب رؤية واضحة لفكرة بناء مواطن. البيئة حق من حقوق الانسان.
https://youtu.be/dAL9Xvrg3hI
-
وليد محمود منصورعندي 32 سنة ... مؤمن بقضية العدالة البيئة وان الانسان عمل كل حاجة غلط وهو فاكر نفسة بيعمل كل حاجة صح تحت دعوة انه عندة عقل !!! انا شخصيا مفيش حاجة مزعلاني في الدنيا غير عدم احترام الناس للبيئة وبالتالي لبعضهم البعض ومن ثم أصب ...