أنت .. مستكشف نبيل في محاولة لإيجاد شفرة لغز حقيقتك .
المحاولة الفائزة ..
نشر في 18 يناير 2018 .
الإنسان هو منبع المشاعر الكونية , هو الأداة التي يمكن من خلالها تحرير وإطلاق صافرة البداية للخروج , ولكن هذة الأداة تختلف عن غيرها من الأدوات اختلافاً مذهلاً يثير التعجب والحيرة , كيف يمكن للإنسان البسيط الذي لا حول له ولا قوة أن يتحكم فيما يخفيه وفيما يعلنة من مشاعر لا شأن لنا بها , لا شأن لنا بميكانيكة عملها , لا سيطرة لنا عليها ولا تقييدها لفترة من الزمن ثم إطلاق سراحها , ليست كمقتنيات قصرك تزيل وتضع ما يحلو لك وقتما اردت ذلك ..
إنها حالة وجدانية إذا اردت التحكم بها تحكمت هي بك وهزمتك اعظم هزيمة يمكن ان تمر عليك ! .. إنها الحرية المستوطنة داخل روحك ولكن رغم كونها مقيدة معنوية داخلك فصوتها مسموع دائماً .. كم من مرة اردت إخفاء شعور سلبي انتابك إذ فجأءاً ونجحت في ذلك لوهلة ولكنه انتصر عليك لساعات وتحرر ليخبر العالم حولك إنه أقوى منك ويستطيع كسر حواجز سجنك له في روحك ؟ ..
كم من مرة تماديت في إظهار شعور إيجابي " مزيف " لإخفاء ما تصارعه روحك من سلبية قاتله كادت تودي بحياتها وتزلزل اركانك دون حساب أو سابقة إنذار ووجدت ذلك الشعور الإيجابي يضمحل تدريجياً نتيجة التزييف الذي لطالما كنت حريص على تصديقة ؟ .. كم من مرة حاولت أن تشعر بحالة وجدانية محددة ووجدت نفسك تائة لا تعلم من أين تجد هذا الشعور وكيف ؟ ولما لا تجدة وقتما تريد ؟! ..
والسؤال الأكثر غموضاً : من أنت في كل هذة الضوضاء التي تقاتل روحك ؟ هل أنت المبتسم السعيد الإيجابي من الخارج أم العابس البائس السلبي من الداخل ؟ هل أنت الراضي فيما أنت علية الآن وفيما سيأتي أم أنت الثائر على نفسك وحياتك ؟
من تكون ؟ ما تخفيه أم ما تعلنه ؟ ومن تريد أن تكون ؟ ظاهرك للعالم أم باطنك لروحك فقط ؟
إنسان بوجة واحد فقط ولكن بحقائق لا حصر لها , حقائق داخلية لا يعلمها الا الله وأنت واخرى خارجية يعلمها الجميع إلا أنت !
اترك لنفسك مجالاً لتكتشف أكثر الغاز غموضاً في عالم الإنسانية , أكثر الألغاز إثارة للعقل والفكر : لغزك أنت ..
محاولتك لإدراك من تكون هي المحاولة الوحيدة التي لا خسارة فيها ولا توقعات لها بفشل أو هزيمة , هي المحاولة الوحيدة المحسوم نتائجها قبل البدأ فيها , ففي تلك المحاولة ستصل إلى بداية لحل وفك شفرة هذا اللغز أكثر فأكثر , ستستطيع أن تقترب من حقيقتك مع كل محاولة أكثر فأكثر , ستجد خريطة الطريق المؤدية إلى حقيقتك المفقودة , طرح هذا السؤال في مخيلتك قادر أن يعيدك إلى البر مرة أخرى وإنقاذك من الغرق المؤكد في بحور الضياع والحيرة , مواجهتك لنفسك لدقائق معدودة يكفي لإيجاد الضلع المفقود في شكل حياتك , مجهول المعادلة ومفتاح بوابة كيانك ..
بدايتك الأصليه ستبدأ بالإدراك لما أنت علية , لما تحب أن تكون علية , لما تريد أن تغير مما أنت علية , كن أنت المتحكم الأوحد فيما تريدة وما لاتريدة , القارئ الوحيد لكتابك الذي مازلت تُسطر صفحاته .. هل وجدت يوماً كتاباً ليس له عنوان ؟ ليس له تفاصيل مميزة عن غيرة مهما كان محتواة يفيض بالمعلومات القيمة ؟ فما قيمة القيمة في انعدام أصلها وحقيقتها ؟
سيثير هذا التساؤل القليل من الأرتباك داخلك وسينشر الفوضى قليلاً ل أفكارك التي لطالما كانت مرتبة هادئة منتظمة العمل والتشكل , ستشعر بالأنفصال الجزئي عن نفسك التي لطالما رافقتك ولم تدعك لحظة واحدة , إبتعاد تام عن العالم الخارجي والحصول على رحلة داخلية ل اعماق نفسك والدخول لمناطق وجدانية مغلقة لم تُفتح من ذي قبل لك أو لغيرك ! يكمن داخلها السر الذي تحارب لأجل الحصول علية .. سر حقيقتك .
حينها فقط ستبدأ بدايتك الأصلية لا المزيفة , الواضحه لا المهمشة .. حينها فقط ستبدأ بمعرفة من تكون ؟ من تريد أن تكون ؟
حينها فقط ستتعرف على ملامحك الداخلية الغامضة لك سابقاً الواضحة لك كضياء الشمس حالياً ..
فقط ابدأ رحلة إكتشافك الذاتية وابحر في اعماقها ولا تخف .. فما للمستكشف النبيل من ضياع ..
التعليقات
فى الحقيقة انا لم اقرأها كلها فما قرأته ثلاث او اربع ولكنى اطلعت على عناوين جميع مقالاتك وبت متاكدا ان عنوان كل مقال انما اجده فى عقلى معنا قديم يسكن فيه ولا استطيع ان اصفه فكيف استطعتى انتى ان تصفىه ، ساكون فى حاجة الى قراءة كل مقالاتك لارى صورتك فى واقعك الخفى الساكن فى بحر المعانى واعقب عليها بصورتى
مع العلم فى النهاية بانكم وقعتم بنفس الخطأ النصى مرتين فى هذا المقال ولكنى لن اذكرهما لان ذلك لن يخفى على بديهتك حين تراجعين المقال
معذره فمقالاتكم تهيج فى داخلى منطق التحدى
كل تقديرى واحترامى لكم
تختلف عما رأيته في بعض المقالات العلمية التي تعتمد الأسلوب العلمي الدسم !
والذي لا يفهمها إلا ذوي العقول العليا ،
دام قلمك نورا .
" كلما إكتشفت نورك كإنسان وتركته يشع بإشراق على العالم ، تكشف المزيد من الأجزاء غير المذهلة التى أخفيتها عن نفسك "
شكراً لك موفقة في كل حياتك .
لكن كما قلتي يجب أن يبدأ الإنسان بإكتشاف ذاته بدلاً من التظاهر بشعور إيجابي مزيف .
بداية موفقة .