حبا في الله لا تقتلوا الطفل الذي بداخلكم!!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حبا في الله لا تقتلوا الطفل الذي بداخلكم!!!

  نشر في 01 ماي 2016 .


لا يسع المرء ان ينسى جميل الذكريات التي تخللت طفولته ووسمت حياته،ربما يعتقد البعض اننا نكبر و لا نبقى اطفالا،لكن في الخبايا دائما مايوجد هنالك طفل بداخلنا ،بكينونته الكاملة ينشد البروز،ولايصح قتله ،وعيش السيرورة الزمنية للعمر دون تقاطعات،دائما مانحتاج الى عودة نسبية لهذا الطفل.

انه بذرة الخير الاولى في نفوسنا ،لحظة الفرح السامية فوق كل منظور،متعة الحياة حين نراها باعيننا كاطفال،فاتحة اياديها لنا ،كصفحة بيضاء ،لايدنسها مداد ولا واقع،لنعيد النظر بعقل العاقل ومراس التجارب لكن بعين الطفل،ندرك حينها ان هنالك فعلا املا في الغذ مما لايكفل العقل الراشد إدراكه في انقى حالات العصف الذهني،يفاجئك الطفل الذي يسكنك حين يطلق العنان لعفويته بعيدا عن التصنع ،يعلمك ربما درسا في الصدق قد تكون نسيته يوما،يهديك باقة من اللحظات التي تعيشها كما وكيفا مما لا تحس به في العادي من الايام.نوع من ضخ الدماء في روحك التي قد تكون صدأت بغبار الايام و الانهماك،ولعل اهم تجربة تكفل هذه العودة النوستالجية ان تلاعب طفلا وتداعب هذا وذاك وتدع لروحك الشقية حرية الجولان ،لتعلم انها مازالت على قدر من الحياة وان الفرح ليس شرطا ان يدوم في الحياة بقدر مايستحق ان يعاش في لحظاته و لنفسك حقا ان تعيشه في اسمى التجليات،

لا تقتل الطفل الذي بداخلك لانه ربما سبيلك الوحيد لتتفاءل ؛لتجدد العهد باحلامك بصيغة الازهار ،بل لتجدد العهد بك وتعلم انك مازلت ههنا طفلا لايعرف معنى كلمة مستحيل ،ولكم جميل ان تعيد عيش يومك بقاموس عفوي طفولي بريء،لكن لا تنس الواقع ويكفي ان تكون فقط الانسان الذي تريد ان تكونه ،ولا تنسى ان تسقيه بجرعة من الطفولة بين الحين و الحين،فالانسان كالزهرالمقطوف حين يولد ،ليعيش يحتاج الى تجديد للمياه.

يعلمك الطفل الذي بداخلك اننا فقدنا الكثير من المعاني بصيغة الكبر،لكن هنالك متسع لارجاع مافقد ان تنظر لنفسك وتغامر كطفل وزادك علم مماخبرته وتجارب من عمرك الحالي،عندها يتلاشى المستحيل فعلا ولايبق قيد الوجود الا في عين من شابت روحه و خفت وهجها ،جميلة هي الحياة اجل ،وقد يكون الواقع اسودا احيانا لكن تكسبه شيئا من البياض بامل الطفولة وهمة الشباب ،فلا تقتلوا هذا الطفل بداخلكم.

انه عودة للوعي الاولي ،مرحلة البراءة و الازهار التي تحمل ازكى معاني السلام و اللحمة التي نفتقدها اليوم ،لعلها حسن الظن ،فلولاه لما رأينا الشقاق بين امتنا و لما رأينا هذا الاسفاف و المذلة التي صارت حكرا على امتنا ،نحتاج الى جانب من البياض نتشاركه و نبني عليه صرح هذه الامة ،مما لوثته الالغام السياسية و الصور الخادعة.


  • 22

   نشر في 01 ماي 2016 .

التعليقات

رائعة
0
أمينة ساقي منذ 6 سنة
جميل أن يحتفظ الإنسان بذلك الطفل الذي بداخله ليزرع التفاؤل و يحيا سعيدا أعجبتني كلماتك فقد سافرت إلى ذكرياتي و أنا صغيرة عند قراءتها أرجو لك التوفيق أستاذي **
0
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
ما اروع ان يصير الناس ابرياء براءة الطفولة،يبقى حلما جميلا جدا ليت من قرأ يعي ويغير بعضا من صفات اكسبتنا اياها السنوات،مقال رائع ،دام قلمك.
2
GHADA ALI منذ 7 سنة
قد نخاف مواجهة هذا الطفل لاننا للاسف نعتبره الجزء الاضعف فينا الذي يجب اخفائه لكن يبقى ذاك الطفل حقيقتنا الاولى مهما خفنا مواجهتها ....
2
بسمة منذ 7 سنة
هموم ومشاكل واقعنا انستنا الطفولة التي بداخلنا .
2
أحمد أكرتيم
للأسف هو كذلك ،لكن لابد من العودة بين الحين والحين إلى الطفولة فوحدها قادرة ان تصحح نظرة او واقعا اعتل بفعل العمر وربما يكون بداية حين يبدو كل شيء منتفي المعنى ، مشكورة لمرورك
و رحل الأمل
نحاط بكمية لا بأس بها من الحمقى قتلوا الطفل الذي بداخلنا منذ زمن وكل المحاولات لإحياء هذا الطفل باتت بالفشل رغم جهودنا الصادقة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا