الحقيقة المطلقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحقيقة المطلقة

  نشر في 22 يناير 2016 .

هل للعالم حقيقة واحدة ؟ هل ما ندركه هو الحقيقة ؟ هل ما نراه تابث هو حقا تابث؟ وما نراه يتحرك هو كذلك؟....

قد تبدو الإيجابات بديهية و سهلة و كذالك كانت قبل أن يسطع على البشرية عقل رجل كان مختلفا تماما, فكان ماجاء به شيئا جبارا غيّر نظرة العلم و العلماء للعالم , إنه إنشتين بنظرية النسبية.

هذه النظرية التي طالما بقيت مقترنة بصاحبها انشتين كرمز لشيء معجز لا يفهمه إلا القلّة , أما العوام فيستعملون فقط اسمها أو إسم صاحبها ليحبط بعضهم بعضا ..

حتى إذا حاول أحدهم التفكير بطريقة مختلفة عن المألوف يقال له أتحسب نفسك إنشتين أم ماذا, بمعنى آخر لا تحاول و لا تتعب نفسك و ابق معنا على ما نحن عليه ,على المؤلوف ..

و الغريب أن انشتين كان عكس هذه الطريقة في التفكير تماما , حيث كان يقول : " إن قصر المعلومات على عدد قليل من العلماء بحجة التعمق و التخصص.. يؤدي إلى عزلة العلم.. و إلى موت روح الشعب الفلسفية و فقره الروحي " و كان يكره الكهانة العلمية و التقنع بالغموض و الإدعاء.. و التعاظم وكان يقول إن الحقيقة بسيطة.. ..

نفس الشيء و نفس المنطق يعبر عنه الفيلسوف و العالم الكمومي المعاصر فاديم زيلاند حيث قال " كل ماهو عبقري، بسيط للغاية : فلا داعي للتشهير به أو إخفائه. و كل ما هو أجوف و غير مفيد، على العكس، يختبئ دائما تحت ستار الأهمية والغرابة".

من قواعد النجاح في الحياة أن تمتلك عقلا متفتحا على كل شيئ و غير متعلق بشيئ .. عليك أن تعلم أنه ليس هناك حقيقة مطلقة و لكن هناك حقيقة مؤقتة ..

ستقول لي حتى في الدين .. أقول لك نعم حتى الدين و لتفهم ذلك أطلب منك القليل من التركيز في الأسطر القادمة ..

إن أي فكر أو معتقد تعتقده لا يمثل حقيقة مطلقة و لكن حقيقة مؤقتة .. حيث أن ما فهمته و ما تعتقده هو راجع لإطارك المعرفي الآني المتعلق بالشيء الذي تعتقده , و هذا يعني أن اعتقادك في الشيء راجع للمعلومات و الأدلة و الحجج المتوفرة لديك و كذلك مستوى فهمك لها و بالتالي في أي وقت من الممكن أن تكتسب معلومات جديدة و حجج أقوى أو فقط يتغير فهمك لبعض الأدلة و الحجج التي كنت تعلمها ..

هذا التغيير في إطار إدراكك المعرفي المتعلق بذلك الشيء هو الذي يحدد قناعاتك و معتقداتك .. و بالتالي ما كنت تعتقد أنه حقيقة مطلقة بالأمس قد تعتقد عكسه اليوم

و هل هذه القاعدة صالحة حتى في الدين ؟؟ .. أقول نعم و هي سبب إقتناعي به أصلا .. حيث لا أرضى أن أعتقد ما لست مقتنعا به و لا أفهمه ,و حبي لربي يوقد في قلبي اليقين في وجوده و التعرف عليه من خلال آياته في كلامه عز و جل و في الكون الذي نعيش فيه لانه أكبر آية تدل عليه

أولا يجب أن نتفق أن الحق لا يخشى النقاش .. و أن الذي يعتقد أنه يملك الحجة القوية عن علم و لا عن جهل و عاطفة لا يخاف من مناقشة معتقداته و طرحها دائما للإختبار مع عزم النية بأن يكون صادقا مع نفسه غير مبالي لا بالمجتمع و لا الاعراف لأن المسألة متعلقة بك .. بك أنت وحدك ..

و غدا ستحاسب وحدك و لن ينفعك لا حزبك و لا جماعتك و لا مذهبك و لا شيخك .. لأن الله أعطاك العقل لتستعمله لا لتردد به ما وصل إليه غيرك دون تفكير .. و هذا لن يكون ممكنا إلا بانفتاحك على جميع الأفكار و توقف الإعتقاد الكاذب بأنك دائما تمتلك الحق المطلق .. و العلم أن الحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله أما أنا و أنت و كل من في الأرض لا يعلم إلا القليل لذلك يقول سبحانه و تعلى  لحبيبنا المصطفى : فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا - طه -

أحبها كثيرا " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " ...

فالعلم هو الشيء الوحيد الذي أمر الله به رسوله أن يطلب منه زيادة

فاللهم زدنا علما و نور عقولنا ..


#أيوب الغازي




  • أيوب الغازي
    انسان محب للحياة .. أؤمن بمقولة داروين أن سر البقاء ليس القوة و لا الذكاء و لكن هو قدرتك على التكيف ..
   نشر في 22 يناير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا