عند باب الحافلة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عند باب الحافلة

  نشر في 09 غشت 2019 .


كنت أنتظر حافلة الثامنة مساء حتى رأيت ذلك الفتى و هو يحمل لوحاته و كان يرتدي بذلة رسمية تشبه تماماً تلك التي أرتديها و لكن هو في حالة أكثر إنهاكاً كانت ربطة العنق مفككة بعض الشيء ذلك كله لم يكن ليلفت نظري لولا علامات اليأس و الغضب التي تعلو وجهه فتمهلت قليلاً و أنا أصعد الحافلة حتى يلحق بنا و قد كان بالفعل ثم ركبنا سوياً لأخبره بعد صمتٍ قليل أكان ذلك لقاء عمل ؟ ليجيبني نعم كان كذلك ثم طلبت منه أن يريني بعضاً من لوحاته فابتلعت غصتي و أنا أراها و أكملت بهدوء :"ماذا تشعر الآن؟ "رأيت الحنق في عينيه و هو يخبرني و لكني أستحق ،أستحق أن أتوظف عندهم و أن يرى أحدهم لوحاتي تلك ثم لا يلبث حتى يقيمها بقلبه لقد حركت قلبي كل لوحة منهم ألا أستحق أنا و ورقي و علبة الألوان أن يصفق أحدهم لنا ؟ توقفت مسرعاً عقب كلماته ثم قلت بصوتٍ عالٍ يا سادة إن تلك اللوحات الرائعة تعود لذلك الشاب سلمت أنامله فهلا صفقنا له بحرارة و شكرنا جهده ؟ ثم ما لبثت ثوانٍ حتى علت أصوات التصفيق و المديح العالي لذلك الشاب ثم أخبرته أن هذا هو بيتي و أنا أشير بإصبعي من الزجاج و أنه إذا احتجت شيئاً أو إذا لم تحتج فدعني أعلم بذلك و هاك رقمي مرَّت ٧ أشهر حتى جاءني ذلك الشاب إلى باب البيت يطرقه بعد أن سأل عني في الشارع حيث أشرت له و ذكرني بنفسه ثم أخبرني و نحن نجلس على كرسيين في الشارع أمام المنزل كما طلب هو و أراني أنه أصبح يعلِّم الناس كيف يرسمون و انتقل لتزيين الأنفاق و الشوارع بالرسومات الرائعة و كان يكتب رقمه بجانب كل رسمة و معه حسابه الخاص حتى جاءه وقت لم يعد يستطع أن يوازن بين الأعمال الكثيرة و الاتصالات التي تأتيه دوماً و أخبرني جملة لازالت عالقة في قلبي حتى الآن :" لو لم ألتقك في ذلك اليوم و عدت بائساً حزيناً ما فعلت الذي فعلت " جئتك لأخبرك أنني بخير و انقطعت عنك لكي أعود قوياً شكراً لأنك أبطأت عند باب الحفلة .


  • 9

  • فاطمة
    أُدعى فاطمة ، فتاة في مقتبل العمر ، أتخبط بين الأشياء و بعضها، أكتب من باب الترويح عن النفس لكنني لا أستطيع أن أجزم أن ما ستجده لدي احترافي و مبهر ، لكنه صادقٌ و هذا جُلّ ما أعرفه.🤍
   نشر في 09 غشت 2019 .

التعليقات

تصدقتي عليه بأكثر من تأخير الحافلة ، فتقديرك لحروفه المرسومة ونشر الخبر في الحافلة هي التي اعادت له الحياة وروح الامل ، جزاك الله كل خير .تصدقوا ولو بكلمة اوسؤال .
1
مريم منذ 4 سنة
شكرا.. لأنكِ كتبتِ هنا...
كلمات قليلة تحمل معاني جميلة.
راقت لي
4

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا