-----------------------
في كل زمان تجد وجوها من الطّفيْلين والدخلاء وقد اكتض بهم المكان ، حتى ضاق بهم، وذاق منهم كل صنوف التملق و الخبث والخذلان ..لا يشتغلون ،في حلهم وترحالهم ، الا بحياكة المكائد .. ولا يتاجرون الا في أسواق الفتنة والمصائب ..يلتحفون الظلام .. ويتسللون كهوف الدسائس والاجرام..هم أعداء الفلاح والصلاح ..يقلقهم باستمرار.. صياح الديك ..ونسمة الفجر ..وجريان النهر وإشراقه الشمس .. وطلة القمر .
الارض اصبحت مكتضة بهذه الذئاب التي اندست بين جموع الَّضوائن ، ولبست أقنعة الحُملان .. وانطلت حيلتهم على الرعاة السذج ، حتى صعب عندهم وفيهم امر التحقيق و التدقيق والتفريق...
للاسف اصابنا بعلَّتهم التلف ، فما تَرَكُوا بالفناء ركنا الا وبالدجل عمروه ، ولا مجلسا طاهرا الا وبالخبث افسدوه .. سياستهم التدمير لا التعمير .
جاؤوا الينا من مستنقع الخطيئة والخطأ .. ..فكانت صرخاتهم عند الولادة إنذار شؤم على من خلفوهم وحالفوهم .. وحولوا خضرة الجنان الى ارض حبلى بالقحط والبهتان ، عمروا الفضاء بالغام وأشواك من الهم والوهم ، والفرقة والاندحار أسفرت عن الوخز والعار والدمار .
هؤلاء الدخلاء .. الجبناء .. يعرفون اكثر من غيرهم حقيقة أصلهم و نسبهم .. يعلمون علم اليقين انهم حبال منزوعة الأوتاد ..وجبال من جليد لا بد انها ذائبة وذاهبة ..
سيظلون دائما في اعين العقلاء والأجلاء:قوم من الدخلاء، المنبوذين والمرفوضين والضالين والمغضوب عليهم ..وهو نسب وضيع وحقير لا يشرف الا الشياطين..
فمهما تكحلوا .. او تمايلوا .. او تخنثوا ..فلن يرثوا من المكان والزمان إلا نعوت الذل والهوان.