أنت مُغفل !
عقلك فى راسك .. تعرف خلاصك
نشر في 08 مارس 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
دائماً عندما كنت أُشاهد إعلانات عن الشيخ فُلان جالب الرزق ومُعالج روحاني لكل مشكلات السحر والشيخة فُلانة لجلب الحبيب ورد المُطلقة والتى تماماً لا تختلف كثيراً عن إعلانات "إتصل الآن وحمل اللعبة او البرنامج او الألبوم الفُلاني ..." .
كنت على الفور استهزأ بهذا الامر وأضحك مرددة .. " مش ممكن أبداً حد يكون بيتصل بالناس دي فى ظل وجود التكنولوجيا اللي بضغطة زر واحدة تقدر تحمل وتشوف اللي انت عايزه مجاناً وبشكل أسرع من الانتظار على التليفون وإهدار رصيد ده غير إنه مستحيل يكون حد مصدق إن فى حاجة إسمها أم خديجة المغربية أصلاً ! "
ولكن يبدو إنني كُنت مخطئة تماماً .. أو إنني كُنت مُتعشمة بشكلاً زائد فى ثقافة الشعب المصري ووعيه وربما راهنت على تواجد التكنولوجيا الذي لطالما تؤثر فينا بشكل مباشر ولم أضع فى الحُسبان إن هناك فئة كبيرة جداً تفوق أعداد مَن يلتهون بلهو التكنولوجيا يلتهون هم الآخرون بلهو الخُرافات وحب المغامرات والتعلق بأمل ربح فى مسابقة عالمية سيتم إختيار 10 أفراد من بين ملايين وربما مليارات من الاشخاص المتفائلين إلى حد العبث !
ما هذا ؟
ألهذه الدرجة ليس لديكم عقلاً يعمل ! أم لهذا الحد تخافون على عقولكم من التأمل وتعب الفكر فأخترتم أن تنساقوا كالقطيع وهكذا أسهل ؟!
ويبدو أيضاً أن القانون أصبح يحمي المغفلين بل وصار يراهم ضحايا قضايا نصب وهم فى الحقيقة ليسوا كذلك أبداً فى وجهة نظري .
ربما تختلف أو تتفق معي ولكن فى الاخير لابد أن تتأمل معي مثلما تأملت ثم تضع وجهة نظرك .
البعض يقول إنها تختلف من حيث الثقافات والبيئات المختلفة مع إني عندما قرأت التحريات عن الموضوع وجدت أن مَن يقولون عنهم أنهم "ضحايا النصب" ليسوا من أصحاب محو الأمية مثلاً ولا هم فقراء إلى حد الضنك وإلا لن يقعوا فى فخ يلزمهم بدفع الالآف للعلاج عبر الهاتف !
وقولاً آخر يرمي الإتهام على القنوات الفضائية التى تعرض هذه المواد الإعلانية الخدّاعة التي شعاراها الواضح "نحن فى خدمة نهب المواطن" .
ثم يأتي رأى يقول : أن هناك تقصير واضح من الحكومة لتركها هذه الفضائيات المخالفة وإعلانات "تحت بير السلم" تدخل جميع البيوت وتخاطب جميع فئات المجتمع وتؤثر فى الكثير منهم بمنتهى الأسف .
وأنا أرى أن جميعهم وجهات نظر صحيحة لا جدال فى ذلك ولكن لدي سؤال ..
هل سنمحي جميع الفتن والفساد على وجه الأرض حتى نحمي المُغفلين !
كُلنا بلا إستثناء نتمنى أن نعيش فى سلام بدون أخطاء وفتن وكذب وخداع ...إلخ
ولكن بما أن هذا لن يحدث أبداً لإنها دنيا وليست جنة فيبقى سؤالي قائم .
لذلك لا أشعر أبداً بالتعاطف مع تلك الحالات التي يُطلق عليها "ضحايا النصب" جميع ضحايا النصب من وجهة نظري أغبياء لغوا عقولهم وساروا في قطيع يقوده شخص ذكي إستغل غباء الآخرين وأستفاد منه وأصبحتم بالنسبة له قطعة شطرنج يضعها في المكان المناسب لكي يستفيد ويربح فى ظل استسلام تام لقطعة الشطرنج لإنها "جماد" كعقولكم بعدما وضعتوها على "الرف" .
-
Huda Abdelsalamخُلقت لأقرأ واكتب واجادل واعاند واعترض :)
التعليقات
هم فقط يبحثون عن وسيلة للكسب و العيش وسط هذه الظروف الإقتصادية الصعبة, إتفقنا أو إختلفنا معهم لكني أتعاطف معهم رغم غضبي مما يفعلون .
بالتوفيق .