كعادتي ، أجلس على فراشي بإنتظار النوم ليأتيني ويطرق على جدران عيناي فـأدخل في غفوة تريح عيناي الساهرة بكياً ، كـأي طفل قضى طفولته في شم القنابل بدلاً من شم الزهور وسمع صوت القصف بدلاً من زقزقة العصافير ، وإما من حيث التعليم فحدث ولا حرج فبدلا من إمساك قلمي تعلمت جيداً كيف أحمل الحجارة وأصوبها بقوة نحو العدو وهي رياضتي المفضلة أيضا فهي تشبه كرة السلة كثيراً أسقطها على رأس العدو تربح نقطة !!.
في القصص التي أسمعها ، أن الأطفال قديما كانوا يساعدون أهلهم في حصد المزروعات والأعمال الشاقة ليشعروا بالمحبة والتعاون ، يقال أيضا أنهم كانوا يتسلون كثيراً لكن في الحقيقة لا أجد الأمر كذلك ففي آخر مرة عندما حاولت لملمة الزجاج الذي انكسر لتوه أثر القصف مع أمي انجرحت يدي آلمني هذا كثيراً لكني لم أشعر بنفس الألم الذي شعرت به حين استشهد أبي ، لا زال هذا المشهد في ذاكرتي وكأنه حدث الآن ، كان مرمياً وسط نهر من الدماء .
في الواقع ، لا أجد داعي لأفلام الرعب والأكشن أو حتى الفانتازيا المنتشرة بشكل كبير الآن فتكلفتها كبيرة وباهظة ، بينما يمكنك حمل كاميرتك والتوجه إلى وطني ، لن يكلفك هذا كثيراً ، فقط روحك !
#ياسمين_عيسى