كيف يمكن أن نستفيد من الذكاء الروحي في حياتنا اليومية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كيف يمكن أن نستفيد من الذكاء الروحي في حياتنا اليومية

  نشر في 17 أكتوبر 2016 .

من فترة ليست ببعيدة جداً، تم تقسيم الذكاء إلى عدة أنواع، لأنه لم يعد من المناسب اختصار الذكاء فقط في مجموعة من المهارات الرياضية أو المنطقية، التي يمكن اختبارها في اختبار ذكاء واحد (الـIQ) ليُعتمد كحكم على جميع البشر، باختلاف شخصياتهم وطبيعتهم الخاصة في التعامل مع العالم الخارجي.

كان الذكاء مفهوماً يعتمد بشكل أساسي على التحصيل العلمي والنجاح الدراسي!

أحد أنواع الذكاء التي ظهرت هو الذكاء الروحي، مع مجموعة من الذكاءات الأخرى المختلفة مثل الذكاء اللغوي والمنطقي والموسيقي وغيرها .. التي يمتلك كل واحد منا مزيجه الخاصة من كل تلك الأنواع.

في أول الفترة عندما تم استخدام مصطلح الذكاء الروحي، وجد معارضة كبيرة ممن يعتبر أن كل ما ينسب إلى الروح لا يمكن تصنيفه كعلم، لذلك تم استخدام مصطلح الذكاء الوجودي Existential Intelligence للتعبير عما ينسب إلى الذكاء الروحي Spiritual Intelligence. وفقاً للدكتور عمرو شريف في كتابه رحلة عقل.

لكن لاحقاً (في بداية القرن الواحد والعشرين) ازداد اهتمام الباحثين بعلم المخ والأعصاب وعلم النفس وعلم الإجتماع والديانات .. وكذلك الذكاء الروحي لقي اهتماماً متزايداً مع هذه الاهتمامات الجديدة.

ولأن الذكاء الروحي بطبيعته يُعنى بمفاهيم غير مادية، فإنه يصعب وضع تعريف  محدد له، وتختلف التعريفات التي وضعها الأساتذة المتخصصون بهذا العلم .. سأذكر هنا تعريفاً واحداً فقط لنكوّن صورة بسيطة عن هذا النوع من الذكاء، وهذا التعريف يعود للدكتورة سيدني ويجليسورث:

الذكاء الروحي هو قدرة الشخص على التصرف في موقف معين بحكمة وبعطف، مع الحفاظ على سلامه الداخلي وكذلك الخارجي. مهما كانت الظروف المحيطة به.

كعنوان هذه المقالة، سنهتم هنا بعرض الجوانب التي يؤثر فيها هذا النوع من الذكاء -الذكاء الروحي - في حياتنا اليومية، لنرى كيف يمكن الاستفادة منه واستخدامه بالشكل الأنسب .. لذلك سنتكلم عن بعض هذه الجوانب وكيف لديه تأثير في حياتنا الشخصية:

الوعي بالذات

فتكون علاقتك بنفسك مختلفة تماماً، أكثر عمقاً ووعياً بحقيقتك الداخلية، فتتعرف عليها وتنسجم معها أكثر .. وهذا يعود بفوائد كبيرة جداً على حياتك اليومية! فتتعرف أكثر على معتقداتك ودوافعك الشخصية وتفهمها، تعرف موقعك من الوجود، وتتعرف على باطنك بشكل أفضل.

وكما قال أفلاطون .. لا يحيى إنساناً، من لا يعرف باطنه .. ومن هذه المعرفة بالباطن وحقيقته يزداد تواضعك الشخصي، وكذلك تقبل الآخر المختلف عنك. وبالإضافة إلى كل ذلك، تستطيع تطوير شعوراً بالسعادة، يكون داخلياً بحيث ينبع من الداخل ولا تعتمد هذه السعادة على شيء خارجي يؤكدها.

طرح أسئلة جوهرية والمقدرة على فهم إجاباتها

كما هو معروف .. من أبرز الأشياء التي تميزنا عن باقي الموجودات، هي أننا دائماً نحاول أن نفهم! الكثير من الأشياء تهزنا، تدهشنا، ونحن دائما نتساءل عنها في محاولة لاستيعابها وفهمها بشكل أفضل.

من هذه الأمور أيضا هي الأسئلة الوجودية الأعمق مثل من أنا؟ من أين أنا؟ وإلى أين أنا؟ كيف ينتهي أجلنا؟ إلى أين نذهب بعد كل هذا؟ ما هي حقيقة الموت أصلاً؟

ومثل هذه الأسئلة لا تكون ضرورية لبقائنا على قيد الحياة وليست بالأمور التي نهتم بها للحفاظ على بقائنا، وإنما نهتم بها لأننا نريد أن نعرف أكثر .. والذكاء الروحي يكون مهماً في التعامل مع مثل هذه الأسئلة وفي الوصول إلى إجابات لها.

تكوين صورة كبرى لما حولنا

بأن هناك حقيقة أكبر من العالم المادي الذي نراه أمامنا، وبأن هناك علاقة ترطنا به .. ومن هنا يمكن التسامي على المفاهيم المادية إلى مستويات جديدة أرقى. من هذه المنطلقات، يستطيع كل واحد منا أن يتعامل مع كل شيء حوله بعمق أكبر، بأن يرى الجمال  الداخلي في كل شيء في حياته.

وذلك يترك أثره في كل ما يقوم به الشخص من تعامل إيجابي مع المواقف التي يواجهها/تواجهها، الشعور بالامتنان الحقيقي، الشعور بالتواصل والحب عند التعامل مع الآخرين .. وكذلك يصل تأثيرها ختى بالبيئة المحيطة بك، تصبح علاقتك معها أعمق بكثير من قبل، فتصبح تلقائياًتحاول الحفاظ عليها، وعدم اهدار مواردها، وأن تترك أي مكان تواجدت فيه أفضل وأنظف مما كان عليه.


ليس بالضرورة أن يرتبط الذكاء الروحي بالإيمان بديانة معينة .. وكذلك يمكن أن يكون هناك متعصبين دينيين نصيبهم من الذكاء الروحي قليل جداً، وهذا واضح جداً في العديد من الأمثلة. وفي الحقيقة هذا الجانب موجود في كل واحد منا، وهو موجود بالفعل ولا يحتاج إلى تنميته هو بحد ذات، وإنما ما يحتاج التنمية هو إدراك هذا الجانب والتعرف عليه تدريجياً.

وإذا فكرنا قليلاً في الموضوع، نجد أن أغلب هذه الصفات كـ(تقبل الآخرين، فهم أعمق للعالم، تكوين صورة كبرى لما حولنا والتواصل الحقيقي مع الذات) هي صفات أغلبنا نشعر بالتقدير الكبير لمن يمتلكها، ومنهم نعتبرهم قدوة لنا شخصياً .. وأعتقد شخصياً أن تنميتها بشكل أو بآخر في حياتنا الشخصية، هو أمر يستحق المحاولة والتجربة!

يمكنكم فتح أبواب نقاش جديدة عن هذا الموضوع في التعليقات في الأسفل هناك! أو فتح نقاشات كاملة جديدة في TrueEnsan فهناك اهتمام مركز على مثل هذه الجوانب في حياة كل واحد منا!





  • 20

   نشر في 17 أكتوبر 2016 .

التعليقات

Nermeen Abdelaziz منذ 7 سنة
من اهم اكتشافات هي انواع الذكاءات و خصوصا لو فهمها القائمين على تربية اطفال ليستطيعوا معرفة جوانبايجابية في اطفالهم و تنميتها و معرفة اسباب ردود فعل اطفالهم ... كذلك عجبتني فكرة الذكاء الروحي و لها مسنى سمعته منقبل هوالعالمالداخلى و الصوت الداخلي وهوما نسمعه داخلنا و كثيرا ما نتجاهله و لا ينصت له الكثير .... اعتقد نحن بحاجة الي خلوة ذاتية و اعطاء فكرة لسماع صوتنا الداخلي الذي طالما يكون على حق فيما يشعر به و يقوله ... شكرا على موضوعك المهم يا اسامة
2
أسامة نعمان
أشكرك أكثر يا نرمين على تعليقك الجميل .. وما قلتيه كافٍ :) أحسنت

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا