عندما كنت في عمر الزهور، طفلة صغيرة تبحث عن النور بين صفيحات كتب .. تتردد الى كل معرض كتب، توقيع كتاب جديد، اينما سطع نور الكتب كانت تاخذها الرياح بلا تردد.. كلما وقعت رواية رمزية بين يدي .. كنت أستنكر وجود الروايات الرمزية و لماذا لا يتحدث الرواة بكل شفافية و صراحة، دون أية ترميز أو لف و دوران .. ربما كانت هذه الامور تدور في ذهني لانني كنت احد صعوبة في فهم ما أراده الكاتب و أنه لا داع لكل هذه المراوغة .. فليقل ما يريد قوله بكل صراحة .. ولكن اليوم و بعد مرور السنين، بعد بدأ انحناء الظهر، بعد طعنات الحياة المتكررة التي اتخذت جروحها من جسدي مسكنا، أدركت الحقيقة . أدركت أن هؤلاء الرواة هم الأكثر نوراً و فهماً لألم الحياة. كانو يخبؤون آلامهم بتعابير و رموز. و المفاجاة الأكبر، أنني بعد التدقيق في اخر كتاباتي وجدت انه الترميز اخذ حيزه الواسع منها .. صُدِمْتُ .. فأنا لم أكن من محبي هذا الأسلوب ..
عاشت التعابير التي تحمل ألمنا عنا و تجبر كسور خواطرنا و تشفي آلامنا