من هنا يبدا الايمان بالمجتمع
هل نعيش لحساب واقعنا.....ام نصنع واقعا لحسابنا
نشر في 28 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
منذ نعومة اظافرنا بدانا بالاحتجاج على كل ما لا نحبه بصرخة بسيطة, بل ان اول مجيئنا الى هذه الحياة كان صرخة احتجاج, ربما كانت صرخة احتجاج على ولادتنا في هذا العالم الذي لم نختره و استنشقنا هواءه قبل ان نراه. اما الان و قد كبرنا في هذا العالم و اصبحنا نملك من وسائل التمرد اكثر من مجرد الصراخ, فلماذا حتى حبالنا الصوتية سدت ? لماذا لم نعد نستطيع قول لا بعد ان كان قولها ابسط من شرب الماء ? لماذا ابتلعنا طعم الرضا عن النفس هكذا بكل بساطة ?
يقول ابن حزم : "نافر الناس و لا تنافر الله", فليس الحق في كثرة معتقديه و لا الباطل في قلة معتقديه, و يكفي ان ننظر خلفنا الى تاريخ اهملناه لنرى كم عدد اولئك اللذين عارضوا الاغلبية في سبيل ان نحظى بهذه الحياة اليوم .فالتمرد دفع تشارل ديغول الى قيادة طائرته في الحرب العالمية الثانية حاملا روحه و شرف فرنسا بعد ان قررت دولته الاستسلام و انقاذ ما يمكن انقاذه, و النتيجة تحرير بلاده من الاستعمار النازي, و التمرد ادى لاستقلال الفلبيين من الاستعمار الاسباني اللذي عانت منه لسنوات حتى مجيئ خوسيه ريزال, و التمرد ادى الى ايقاف الحملات التبشيرية بقتل ماجلان على يد السلطان المسلم لابو لابو و غيرها من الوقائع.
نحتاج لمن يدق جرس الانذار في مجتمعاتنا العربية, نحتاج لفئة توقظ روح الابداع فينا, لا بل يجب على كل فرد منا فعل ذلك, اما انتظار الابطال فلن بفيد بشيء, فكل ما يفعله هو مفاقمة واقعنا البائس و المستسلم. من هذا اللذي قال انه ليس في الامكان ابدع مما كان ? من هذا اللذي اوقف المجتمع عن خطوة يخطوها للامام ? ساخبركم من فعل ذلك, انه نحن, ليست التبعية الاقتصادية و الفكرية للغرب الرائع ! و ليست الانظمة السياسة التي لا يهتم قادتها سوى بالحفاظ على كراسيهم, انهم نحن بلا منازع !
ايضا, يقول الكاتب الشهير عبد الرحمن منيف:"التاريخ يعلم الانسان الدروس و يجعله اكثر وعيا و اقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة." ,فالتاريخ سجل بسلوك البشر, و فهم واقعنا اليوم رهين بفهم تاريخنا, لاننا في النهاية نعيش في هذا العالم التراكمي, اللذي تحكمه علاقات التاثير و التاثر, و نحن نضيع حاضرنا و مستقبلنا باهمال تاريخنا, فتغيير الواقع رهين بفهمه و فهمه رهين بالنظر الى الماضي.ان قراءة التاريخ و القراءة بصفة عامة هي الباب الى التنوير, فبالقراءة تدرك الله و تتخلص من سلطة رجال الدين اللذين يكبلون عقولنا بالخرافات, و تفهم ان السياسية ليست سوى اضحوكة في بلداننا, و الاهم من ذلك انك تعلم كم انت قادر و مبدع و كم ان الخالق اكرمك عندما وهبك عقلا تقيس به الامور بدل ان تجعل حياتك في يد ثلة من الجهلة لا سلطة لهم عليك او على عقلك على الاقل فلكل نفس ما كسبت و عليها ما اكتسبت.
-
بشرىالاسم : بشرى السن : 23 سنة العمل : مهندسة
التعليقات
" ربما كانت صرخة احتجاج على ولادتنا في هذا العالم الذي لم نختره"
وكيف لم نختره؟ أولم يقل الرب -تبارك وتعالى-: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}.
"فبالقراءة تدرك الله و تتخلص من سلطة رجال الدين اللذين يكبلون عقولنا بالخرافات"
عبارتك هذه في غير محلها، فهي على تعميمها بهذا الشكل الكريه خطر عظيم، وحتى وإن وجدت قرينة تصرفه عن التعميم إلى التخصيص كواقع بلدك مثلًا أو أمور لا أعلمها، فإنه أدبًا واحترامًا وتكريمًا لعلماء الدين الأفاضل الحقيقين يجب عليك التخصيص وإظهار المراد بشكل لا يحتمل خيارات متعددة.
موفقة أختي.
وتعتبر تخفيف اللام فى حالة المفرد والجمع تمييزا لها عن حالة المثنى المجرور فاذا كتبت ( الذين ) فهم انها للجمع اما اذا كتبت ( اللذين) يفهم منها أنها للمثنى مع تشديد الياء
( اللذيَن )- هذه معلوماتى فى هذا الامر -والله اعلم ، وتحياتى لكم ولجميع الاصدقاء .
"هل نعيش لحساب واقعنا.....ام نصنع واقعا لحسابنا ؟؟ "
جملتان جميلتان ومعبرتان عن فكرة جميلة غلفها اسلوبك الرائع كباقة ورد.. تحياتى وارجو لك دوام التوفيق
فإذا بدأنا السعى فيجب علينا ألّا نجتهد فيما ضُمن لنا ونقُصّر فيما طُلب منّا، ألّا نشتكى فقر الخُبز ونفتقر للخبّازين، وألّا نعترف بالواقع فقط لأننا لسنا جزءًا منه وأنهم هم من صنعوه، وألّا نَركَن إلى الإستسلام ونرضى بالضحيّة كدوْرٍ على وَهننا، بلاؤنا فى أنفسِنا، ففى أيدينا نصنعُ من حالِنا قضيتَنا ونُوّكِل فيها أقدارنا، فإذا أردنا الخلاص من هذه الحال، فلا بد أن يتجرد من رجالنا ونسائنا فئة لا ترهب في الحق سطوة ولا بطشًا، ولا تدخر دون مطلبها جهدًا ولا عَرقًا، ولا يثنيها إخفاق، ولا تلفتها فتنة، ولا يصرفها الفرح بقليل تناله، عن الكدح في سبيل ما ينبغي أن تناله.
وتذكروا دائمًا أنه يظلُ فينا الخير ما دُمنا مؤمنين، ما دُمنا نرفض العيش فى قبورِ أمانينا المؤجلة ونجعل من الأملِ حركةً تبُثُّ فينا العزم لا كلمةً تُلقينا فى الخيال، سننتصر حين لا نرضى بالقُبحِ مكافأةً على الصبرِ الجميل وحين لا نغزِلُ من الغُلبِ أكفانًا على أرواحِنا، سنُنجِز حين نجعلُ مِن وجودنا بِضعةَ أيام إذا انقضى منّا يومًا انقضى بعضٌ منّا، سنَصمد إذا اتّكأنا على وَجعنا وتيّقنا بأن الألم هو أكثر طُرقِ الوصولِ نفعًا؛ لأنّه أسوئها، سنصل إذا ارتفعنا فوق ضعف المخلوق فنصير عملاً من أعمالِ الخالق وإذا نزعنا خوف الدنيا منّا؛ لتعمر قلوبَنا الروحُ السماوية التى تُخيف كلَّ شئٍ ولا تخاف.
.....سننتصر فقط يومَ ما نريد أن ننتصر.
أحسنت