"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه" هكذا قال الإمام علي رضي الله عنه. و طريق الحق طريق طويلة لست مطالبا ببلوغ نهايتها. و كلمة الحق كلمة شاملة أهمها حقيقة ذاتك.
إبحث عن ذاتك الحقيقية غص في أعماقها و اسبر أغوارها. جد ما تفردت به ما يميزك عن الباقين.
جد ذلك اللب الذي بذره الله تبارك و تعالى فيك. عش ذاتك الحقيقية و عش بحرية. اخرج عن سرب القطيع. إخلع عنك الأقنعة و لاتعش زائفا و مزيَّفا و مزيِّفا. سيستبعدونك و يرشقونك بمختلف التهم شاذا غريبا زنديقا. لا تبال..فإن طلب الحق غربة. و الذين اتهموا بالزندقة أصبحوا للعلم منارة و للفن جهابذة و للتاريخ أسطورة. لأنهم و ببساطة خرجوا عن المألوف و اتبعوا طريق البحث عن الحقيقة حقيقة ذواتهم فاهتدوا إلى نورهم الداخلي و أبدعوا بأفكارهم "الغريبة".
عتقاء أسر السائد يحملون في قلوبهم زاد الرغبة في التغيير و رغم محاولات الإحباط و التثبيط أثبتوا أنهم على حق و لا حاجة لنا لذكر الأمثلة. التاريخ يروي قصص أولئك الغرباء الذين لا يزالون أحياء بأفكارهم و نظرياتهم و إكتشافاتهم.
فالعالم و بالتحديد عالمنا العربي لم يعد بحاجة إلى النسخ.و لكننا للأسف لا زلنا نصر على إتباع القطيع حتى في أبسط تفاصيل حياتنا و نخاف من إشارات الأصابع إلينا. و ها نحن ذا آخر الأمم و أدناها في كل شيء لأننا تخلينا عن كل ما يميزنا فغدونا بلا طابع بلا قيمة. و لما حجبنا عن أنفسنا الحقائق أصبحنا نتخبط في الدوغماء و الجهل. و ألفينا أنفسنا أسفل السلم بينما نجد من كان بالأمس خلفنا قد تجاوزنا و بأشواط. فنقف مكتوفي الأيدي لنتفرج عليه و ننعته ب"الغرب الكافر".
أين الخلل؟ من المسؤول عن هذا التضعضع و هذا الضياع؟ الخلل في مَلكات التفكير المعطلة. كلنا مسؤول. مسؤولون عندما نعيش زائفين مجرد خيالات و أقنعة، عندما نتعلل بالقضاء و القدرلنسلك أيسرالطرق و أقصرها. عندما نعتقد أننا دمى تحركنا يد خفية و أننا مسيرون لا خيار لنا و أن حياتنا كتبت منذ الأزل و لاخيارات لنا فيها. عكسنا فهم الدين فانتكسنا.
ما بال أقوام يعزفون عن حقهم في الحق؟لو اتبعنا طريق الحق و عشنا ذواتنا الحقيقية لكنا فعلا خير أمة بين الأمم.
كن إستثنائيا بأفكارك بخيالاتك بشطحات تفكيرك لكي لا يأتي موعد رحيلك فتكتشف أنك لم تعش و أن سنوات حياتك كانت فراغا و خواء و أنك لم تكن..
لا تمت قبل أن تعزف موسيقاك التي بداخلك..
-
إيمانأما ما يُكتب فيبقَى وأما ما يقال فتذروهُ الرياح
التعليقات
و ألفينا أنفسنا أسفل السلم بينما نجد من كان بالأمس خلفنا قد تجاوزنا و بأشواط. فنقف مكتوفي الأيدي لنتفرج عليه و ننعته ب"الغرب الكافر".
صدقتى