حَيرة قاتِلة .. مِنَ الَّلامكان .. !!
نشر في 11 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مِنَ الَّلامكان حيثُ البعض يتركونَ قطعةً مِنهُم في فجوةِ الوقت ؛
عالقينَ في فترةٍ مِن الزمن متوقفينَ كأنهم لم يكبُروا بعد ،
إنَ أسوَءَ مايُمكِن أن يمُرَ بهِ الشخصُ مِنا هوَ أن يعّتاد
أن يعتادَ الفقد
أن يعتادَ الفِراق
أن يعتادَ التوقُف عِند مرحَلةٍ ما
لا يستطيعُ العبورَ بعدها لمرحلةٍ أُخرى ولا القفزَ لفترةٍ زمنيةٍ أبعد مِن التي يُحاوِل التعايشَ معَها ولا الإنتقال لِأَبعادٍ وعوالِمَ مُختَلِفة ،
أسوَء فترة اِنتِقاليَّة مرت عليَّ أنا شخصياً عزيزي القارِئ أن أعتاد فقدَ شخصٍ ما رُغم أنهُ على قيدِ الحياة
ظنَنتُ أني كُلما كبُرتُ بالعمرِ سَـ أجتازُ الحنين سَـ أجتازُ البُعد ؛
بُعدَ القلوب لا بُعدَ الأجساد ..
أُخبِرُ نفسي أنهُ لابأس سَـ أَمرُ بهذا الألَم وغداً أنساه ،
أجِدُني في اليومِ التالي في نفسِ المكان في ذاتِ البُقعة عالقةٌ لا أستطيعُ الحَراك
في نفسِ الثُقب الَّذي اِبتلَعَني ذاتَ نهار أو رُبما ذاتَ مساء حتى أني لا أذكُر سِوى أني هُنَاك أدورُ حولَ نفسي ،
آآه ما أصعَبَ الإعتيادَ والتأَقلُم هذا الفنُ الوحيد الَّذي لم أُتقِنه ولَم يُخبرني عنهُ أحد ولَم يتم تدريسَهُ في الكُتُبِ ولا شَرحهُ في البرامجِ التعليمية
كـَ من يُصارِعُ لِأجلِ البقاء يُصارِعُ نفسهُ طِفلاً وشاباً أيُهم ينتَصِر !
كُنتُ أَتَوَهمُ الأمر ..
أتَوَهمُ أني كُلما كَبُرت صَغَُر حَجمُ اِحتياجي إِليه وقَلَ سُؤالي عنه لَكِني أَخطأَت
إِنهُ يكبُرُ ويَتَوَسع ويكبُر ولا أعلَمُ هل في وُسعي اِحتوائَهُ
أم أَنهُ سَـ يتمُ اِبتلاعي بـِ واسِطَتِه
مهما زادتِ الأَبعادُ والحواجِز أَرى يدَيَّ تصِلُ ولا يصِل
أَرى قلبي فارِغٌ ومُمتلِئ
أَراني هُنا ولستُ هُنا
أَليّسَتِ الحَيرةُ قاتِلةً بعضَ الشيء ياصَاح ؟!
وصِراعُ الذاتِ مُؤذيٍ أكثرَ مِمَا نتصور ؟!
إِنهُ يجعَلُنا نتآكلُ مِن الداخِل حتى يُصبحَ الفراغُ أَكبَر
والفَجوةُ أوسَع والوجعُ أعمق
هل هُناكَ رُقيٌ أكثرَ مِن هَذا يا أَنتْ ..؟
-
ليلى عبداللهمازلت أجهلني ولا أعرفني ، فلا تزعجني بسؤالك عني !