كان اول ما نزل من القرءان "إقرأ ", دعوة دعى لها الرحمن من فوق سبع سماوات في قرءان يتلى إلى قيام الساعة, دعوة يرددها نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى, فاخذ على عاتقة تلك المسئولية وهذه الأمانة الشرعية ليقول للعالم كله بلسان الحال إن حياة واحدة لا تكفي; لذا لا بد ان نقرا فنحن أمة إقرأ التي ينبغي لها أن تقرأ لتسود.
فالقراءة غزاء العقول, وإدراك الإنسان عن الأمور, وفهم الطبيعة، واستبصار في الاذهان, لا سيما في فهم طبيعة الانسانية.
صار العالم اليوم غارقًا في فجوة كبيرة مابين المعرفة وعدم الانتفاع بها.
فاصبح العالم الآن قرية صغيرة بما توصل له العلماء من أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية, كل تلك القدرة الهائلة والكم الكبير من المعرفة, والتنوع في طرق الحصول على المعلومات, والتدفق الكبير في سيل تلك المعرفة جعل الإنسان يغوص في عالم من التشتت في بحور من المصادر.
لذلك لن يستطيع الفرد تحقيق أكبر قدر من الإستفادة من مجال ما إلا إذا تناول مصدرًا واحدًا وانتقاه ليسير معه دربه الموصل لشط المعرفة النوعية واتخذه كصديق ثم لا يتركه إلا بموته في نهاية اخر سطر منه.
لا نقول أن يجعل الانسان تركيزه كله على ذلك المصدر بشكل لا يسمح له إذا ما عصيت عليه فكرة ما أو معلومة ألا يتناولها في مصادر أخرى ليجعل بذلك همةً في نفسه, واستلهامًا للأفكار , واطلاعا على الآراء المختلفة; بل والتعمق في فهم المسالة المستعصية.
ولكن على الإنسان ألا ينسى صديقه القديم الذي اخذ على نفسه عهدًا بالمضي قدمًا معا لنهاية الطريق.
إذا على الإنسان حتى يحقق أكبر قدر من الإستفادة أن يستعين بمصدر معرفي واحد يكون من أحسن ما يُنتقىٰ ثم يستعين ببعض المصادر الفرعية لفهم بعض النقاط التي تصعب عليه أثناء رحلة التعلم.
-كتبه محمد سيد.