من أين أبدأ وصف مسيرة نالت مني كل شيء في عمق كياني، و من أين أصف انجاز درب تكرر لدي في عثراته حتى كدت أنتصر للضعف من أجل الضعف، هل يجوز لي في حيرة كهذه أن أنتقل إلى السطر الثاني و أنا لم أصنع بعد مقدمتي المجيدة ، سامحني يا من يقرأ حرفي بعينه و يغوص في مضمون كلامي بأحاسيسه ، سامحني إن تجرأت و لخصت مقدمة أخذت مني زهور العمر لا ليسقيها الظمآن ليهديني أريحية عابرة ،حتى الولهان لم يقتص أوراق ورودي حبا لها على آخر انجاز بلغه المصممون على النجاح و لو..دعها وشأنها في الافتراض ، لم يكملها تعبيرا عما يجول في خاطره ،ذاك الولهان من أراد يجرب صنع النجاح ، دعها و لو لتجادلني في تنكري من ذاتي اللحظة ، و قل لمن بات يفكر في سلسلة القادمين و العائدين من أوطان الغربة المترهلة أن النجاح يسرق السعادة و يخطف الهدوء الآمن في وطن الأم و الأب و الخلان ، فليسامحني الكل إن لم أتقن كتابة ديباجة تاريخ مضى ولن يعود و قد آن للمقدمات أن تأخذ مني حيائي أو تنتقده أو قل على الأقل تصحح فيه صمتي الطويل الأمد..لأني لم أتحدث عن النجاح بالتفصيل لمن أراد أن يأخذ العبرة من التجربة و الحكمة و النظرة الثاقبة ..لكني سأتحدث..امنحني زمنا من الثقة فهي أسطورة من سيرة و طبع و سلوك
و الكل في مراسيم وصفة النجاح لها حالمون ، ليس ببذل الجهد المماثل لمن بات ساهرا الليالي في وحدته و لكن للتآمر على من سابق و ركض و فر من هراء المخادعين و قد فازت الأعين بالتقاط الجفن من الجفن و ليس عليه ، حتى لا يكون الختام لأسطورة الفوز بأن نقول ذاك فلان قد نجح أو تلكم الفتاة قد تفوقت ، لا لا لست أبغي من سيرة النجاح مثل هكذا حكايا بل أريد سرد ما لم تكتبه الأقلام قبلي في أن تختلس الأحزان و الآهات و تكتب روايات باتت بالأمس تقارب شفا الموت في قربه.
يا لها من سيرة تسرق مني الوقت و السعادة و اللذة و قد كتبت الكثير عن مواقف بات
يتستر عنها المتألقون لأنها لغزهم الحقيقي للنجاح ، لا تسلني عن قيمة الفوز فوق المنصة و لكن سلني و تفقد في عبراتي كلاما خفيا يفسر لك أن الناجح تألم لوحده و مرض لوحده و قاوم لوحده و هو لا يدري أنه ماض في النجاح و تلك هي عقدة التفوق ، هي عقدة لأنها لفت معها مواقفا و أحداث و لقطات يصعب على من شغله انفلاق صبح الأزمة من أفقها و قد تربع على عرش النصر ، قد أبدو من كلامي غير متأكدة من حجم ضريبة النجاح تحديدا لأصف لك متاعبها لكني ذقت طعم المرارة قبل النصر و طعم الفرقة قبل الفراق و ذوق الحرمان بعد الغنى ، يا لها من أسطورة غريبة جدا عن آمالي لكنها رواية أردتها غامضة و لمن يقرأ بين السطور أن يفهم معناها في النجاح و ثمنه ...و لك أن تواجه مني خجلي إن أنا قلت يوما ما أني ندمت أوقاتا عديدة و أنا أسير على درب النجاح لكني لم أتراجع لأن صفعة الضمير منعتني من حقي في أن أكون كغيري يحن للدفء و للفرح..هو التميز من يجبرني على السير في عمق خريطة غامضة ، لكنها حلبة النجاح...فهل فهمت عني حكايتي المؤلمة ؟...لا عليك ...حينما تجرب النجاح ستفهم كلامي جيدا..و لو أني لا أحب الكلام عن النجاح تحديدا و لا أعرف لماذا .
لا تلزمني مشاعرا زائدة و قد صرحت سابقا أني تذوقت أذواقا شتى من ألوان النجاح لكني لم أشعر أني أنا صاحبة التفوق ، ربما لأني فهمت أن النجاح هو أن أنجو من مآمرات لفت صفحات كتاباتي لتغير المعنى و المغزى و لكن حرصي على عدم تبعثر المجد الذي صنعته نظراتي نال من تراجعي ،حتى لو تبعته هزات من مخاوفي..كان التمرد ينقذني في آخر لحظة أكون فيها على وشك الخسارة..لكن النجاح يعدل كل الموازين ..حتى المآمرات يدحظها...
دعنا ننتقل إلى قرب النهاية فالمقدمة كتبتها ولم أشعر بهروب الحروف من بين أناملي و فكري لم أتفقد منه تركيزه على معنى النجاح لكن أقولها لكل من سلك دربه أو يفكر في أن يتخطاه : فكر قبل أن تمشي على جسر النجاح لأن مآمرات عديدة تترصد بك تحت أرضية مسارك ، فكر قبل أن تنجح و إذا نجحت فكر مرة أخرى قبل أن تخوض في نجاح ثان...و إن أردتهما للاثنين فهذا يعني أنك مصر على الريادة و ليس لي إلا أن أقول لك : توكل على الله و لا تلتفت خلفك و إن ما تعثرت عليك أن تنجو بنفسك و بأقل الخسائر ، تلك هي ثقافتي على درب النجاح و سأكون جريئة ان قلت أن النجاح سرق مني أحلى لحظات عمري و عرضني لهزات عديدة من المتاعب حينما فكرت أن أنجح لأكثر من مرة..هنيئا لكل ناجح اقتص الاستحقاق بنفسه و عن جدارة من غير مساعدة من أحد و أشكر كل من دعا لي عن ظهر الغيب بالنجاح من الأخفياء و الأوفياء أصدقاء العمر من شعروا بصعوبة النجاح فأبدوا استعدادهم لمساندتي و لو من بعيد ..تحية تقدير لكم جميعا دونما استثناء ..
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية