سوق عكاظ ( موسم الحج سابقا ) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سوق عكاظ ( موسم الحج سابقا )

  نشر في 07 أكتوبر 2015 .

يظن البعض أن موسم الحج قد إنقضى بأداء الحجاج طواف الوداع و من ثم عودتهم إلى بلادهم ليزاولوا حياتهم كالمعتاد , لكن ربما يكون هذا القول غير صائب بعض الشيء فالحج خلال الأعوام الأخيرة لم يعد ينتهي بهذه النهاية البسيطة ، فالحاج الآن مُطالب بشراء الهدايا الثمينة قبل عودته لدياره و كأن موسم الحج قد تحوّل إلى سوق عكاظ .

و سوق عكاظ هو أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية التي كانت تُقام في موسم الحج بغرض البيع و الشراء فقد كان العرب في الجاهلية يرون أن الحج ( تجارة و عبادة ) , و عندما جاء الإسلام ألغى هذه الأسواق لأن الإسلام يرى أن الحج (عبادة فقط ) ولا يصح أن نشرك في عبادتنا شيء آخر , أما اليوم فقد أصبح الحج بالنسبة للمسلمين ( عبادة و هدايا ) .

عندما كنت صغيرا كنت أرى الحاج يجلب معه هدايا بسيطه مثل مسبحه و ماء زمزم و سجادة صلاه ليهديها لأحبائه بإرادته , أما الآن فقد تغيّرت الأمور فلم تعد المسبحه و ماء زمزم تكفي بل يجب أن يجلب الحاج معه الملابس و الأجهزة الإلكترونيه و غيرها من الأشياء التي تكبّد الحاج أموالا طائلة و الأهم من ذلك أنها تضيع وقته الثمين فبدلا من أن يستغل وجوده في الأماكن المقدّسة لجني الحسنات يهدر وقته في شراء الهدايا ( الإجبارية ) , أما أغرب ما في الأمر أن البعض أحيانا يُحرج الحاج قبل ذهابه للحج و يطلب منه شراء أشياء معينة كأنه ذاهب للتسوّق .

قد يقول قائل : ( و ما الضرر من الهدايا فهي تزيد المحبه ! ) , فإني أقول له : إن الهدايا تزيد من المحبة عندما يشتريها المرء بإرادته و يهديها لمن يحب أما الآن فقد أصبح الحاج مجبرا على جلب هذه الهدايا و توزيعها على الجميع ( العائلة و الجيران و زملاء الدراسة و العمل ) و إلا فإن الناس سيسخرون منه و يتهمونه بالبخل أو كما نقول بالعامية المصرية ( ياكلوا وشّه ) لأنه لم يجلب معه شيئا , كما أنه قد تحدث بعض الأقاويل إذا أعطى هدايا لشخص و لم يعطِ لآخر .

و جملة القول : أن الهديه تكمن قيمتها في أن يعطيها المرء بإرادته لمن يحب لا أن يجبر عليها خشية القيل و القال , فلا ينبغي أن نثقل كاهل الحاج بشراء هذه الأشياء التي تكلّفه المزيد من الأموال و تهدر وقت عبادته فالحج لله لا للشراء , يكفينا منه دعوة صادقة عند الكعبة عسى الله أن يتقبّلها . 


  • 8

  • عمرو يسري
    مهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
   نشر في 07 أكتوبر 2015 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
مقال كتب قبل عامين ومازال يعبر عن الواقع ...لا تفنى الكلمات.
1
لست معك بشكل كبير في طرحك.. السنة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا" وأغلب هدايا الحاج بسيطة وان كانت قيمتها كبيرة جدا سبحة..مصلية.. كوب ماء من زمزم.. هذه هي الأساسيات وما زاد فمحبة من الحاج وفيها تطبيق لسنة الحبيب من جانب وصلة للرحم من جانب آخر وتقديم ذكرى طيبة من أرض يحبها الناس لكل مشتاق إلى زيارة بيته الحرام ..لو أخذتها من هذه الزاوية لاستشعرت عظمة هذه الحالة وجمالها.
ولنا حديث فيما بعد عن سوق عكاظ.. وبالمناسبة المملكة أحيت هذا الملتقى كنسيج ثقافي يلتقي فيه المبدعين والشعراء
0
عمرو يسري
أتفق معك تمام في أن الهدايا تزيد المحبة
لكن المشكلة أن بعض الناس يتهمون من لا يجلب الهدايا بالبخل و يلمزونه بالكلام فيضطر لشراء الهدايا لتفادي كلامهم , و هذا هو نوع الهدايا ( الاجبارية ) الذي أرفضه
لقد حكى لي والدي عن صديق له أنفق كل مدخراته من أجل الذهاب للعمرة ثم اضطر للإستدانة لشراء الهدايا منعا للقيل و القال أو كما نقول بالعامية ( عشان الناس متاكلش وشه ) .

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا