عن الحلم الوهم...
بضاعة العاجز
نشر في 18 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إن الواقع متحرك لا يَهمُد ، والأحلام التي لا تعمل عمل الوقود المحرك لهذا الواقع ستعمل عمل العقبة في طريقه..ولك أن تختار بين حلم جميل لا يجتاز بك عتبة الوهم ..وبين واقع تحاول تغييره ويجعل منك إنسانا حقيقيا مهما كانت ثمار محاولتك .
الحلم الذي يأخذك إلى سرداب مظلم ويسجنك بداخله، ثم لا يطعمك سوى غُصّة بعد كل منبه، و لا يسقيك إلا علقما بعد كل عطش لواقع جميل، الحلم الذي لا يكبر فيك إلا لتصغر به، و لا يوازي طموحك إلا داخل دائرة الخيال التي رسمتها في ظلمة الوحدة،مهما كان ورديا، إنه بضاعة العاجز!! لا تذعن له!اركله بِرِجْلِكَ وامض باحثا عن واقع أجمل!!
إن الذي يدعوك إلى الوقوف على ناصية الحلم ويقيدك بالأوهام ، إنما يشري قلبك بحلم بخس لحظات معدودة..يرسم لك في الغيم سماء واهية تخر على رأسك مع أول عاصفة.. اسأل الذي يدعوك لتكون حالما مجردا من صفة الواقعية هل يروي الحلم عطشا ؟ هل يطعم من جوع ويؤمِّن من خوف؟ هل يبني الحلم بيتا ويقيم أركانا؟
و هل يعمل الاكتفاء بالأحلام إلا أن يبقينا مخدرين، مكتوفي الإرادة في محطة انتظار، بينما تمر قطارات العمر أمام أعيننا، لا يوقظنا صفيرها ولا يحرك فينا انطلاقها حسرة؟
لست أطالب بإعدام الأحلام بصفة قاطعة وإلغائها من قاموس الحياة، لأن ذلك من شأنه أن يجعل منا مخلوقات آلية بلا خيال ولا أمنيات.. لكن الاكتفاء بالأماني والوقوف عندها ضرب من التفاهة والبلاهة..وكل من لا يضع يده في يدك للمضي بكما إلى واقع ملموس، لا يستحق أن تبقيه إلى جانبك لحظة، لأنه يعرقل مسار حياتك.. ويجعل منك مصنعا لتفريخ أحلام عاجزة..
إن الأحلام عندما تبقى أحلاما لأي سبب، ولا تستبدل بأخرى قابلة للتحقق وحَرِيَّة بأن تعاش إنما تكون حَجَر عَثْرة لا يستقيم معها المضي قدما، فإذا لم نستطع إماطتها عن طريقنا فلا أقل من محاولة مجانبتها أو تغيير الطريق برمتها.
وما أجمل قول الشاعر :
"إِذا لم تستطعْ شيئاً فَدعْهُ … وجاوِزْهُ إِلى ما تستطيع" .
-
عائشة إبراهيم"إذا تمَّ العقل نقص الكلام"