عندما فرغت من صلاتي في الروضة الشريفة، كنتُ أنتظر أمي وأختي. فابتعدت قليلًا لأُتيح لغيري الدخول..وانتهى بي المجلس على طرف الروضة، هناك بين السجادتين..
التقطتُ هذه الصورة وأنا أردد "فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" ..
فتاة في التاسعة عشر وسجادتان متجاورتان وآيةٌ ذات لفظ ومعنى .. وسكينةٌ دخلت القلب ولم تخرج :)
زحزحة بسيطة تنقلني من الدنيا إلى روضة من رياض الجنة! وزحزحة أخرى يوم القيامة تنقلني من شقاء أبديّ إلى نعيم أبدي ! لأجل هذه الزحزحة نقضي العمر في سفر وتعب! لأجلها تكون الدنيا هباءً ومتاع غرورٍ فعلًا .. لأجلها يهون كل شيء، ولكن كيف السبيل إليها ؟
بتُّ أؤمن بمثقال الذرة، بالقليل الدائم ! بشق التمرة! بقطرة الماء يُسقى بها كلب فتغفر أعوامًا وأعوامًا من البُعد عن الله .. مثقال الذرة قد لا يُرى في الدنيا لكنه يأتي يوم القيامة مُضاعفًا أضعافًا كثيرة فلا يمكن لأحد ألا يراه ! من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره :)
أؤمن بالعمل الصالح الذي لا يُرى، حتى لصاحبه! .. لكنني أعلمُ بأن الله يراه!؟ وأنه لا يظلم مثقال ذرة وإن تكُ حسنةً يُضاعفها :)
أؤمن أن العدّاس سيرى عنقود العنب يوم القيامة مُضاعفًا! وربما يكون هذا العنقود هو زحزحته ومنجاته! بما جبر به خاطر الشيخ الجليل دامي القدمين والفؤاد :") ذلك الشيخ الذي كان يقول لزوجه بعد أعوام من هذه الحادثة وبعدما رأى ما رأى في سبيل الله،كان يقول لها "ولا يوم كيوم الطائف" .. وأظنّ أن أجر الواحد الذي آمن به يومها على ضعفه وحزنه لا كأي يومٍ آخر .. أجر عنقود عنبه هذا ليس بهين عند الله أبدًا! كم أغبطك أيها العداس !
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
اللهم اجعلنا من رحمائك