شريك الحياة وهو رفيق الدرب طوال المشور بشكل يومي وبكل اللحظات نتقاسم معه جميع ظروف الحياة المُرّة قبل الحلوة، نتحمل تصرفاته ومزاجه وهو أيضا وبفضله نستطيع مضاعفة أنفسنا ونحيا في نفسه كما ولو أنه الجزء الأعمق من ذاتنا أو العكس فيكون الدمار الشامل الذي قد يعانيه الكثير.
فإذا صادفت في الحياة هذا الشريك الذي تستطيع أن تستودع لديه أسرارك وأنت مرتاح البال مطمئن النفس فتهانينا لك فقد نلت سلام الدنيا والاخرة، وقد تحصل عليه صدفة لكن احتمال الفشل فيه يكون كبيرا جدا ولأنني عانيت من ذوي وسواس البحث عن الكمال والمثالية في كل شيء فقد خلصت ببعض أهم المواصفات التي وجب اعتمادها في الاختيار، وفيها نجد بالنسبة لي وجوب ما يلي:
- التناسب والاتفاق الروحي والأخلاقي والفكري والجسدي وكذا المستوى الاجتماعي.
- اختبار الثقة وكثم الأسرار.
- التعرف على عاداته وتقاليده لمعرفة إمكانية تحملها على المدى الطويل.
- البحث والتقصي عنه من خلال العالم المحيط به.
- اختباره من خلال المواقف الصعبة فهي الفاضحة لشخصية الإنسان.
- تعرف كلا الطرفين على ذاتيهما والرضى عنها من خلال تحديد نقط الضعف ونقاط القوة.
- دراسة النظام النفسي لكلا الطرفين بدقة والاستفادة من الإيجابيات ومحاولة تعديل السلبيات ما أمكن منها.
- صناعة الألفة من خلال خلق تجارب مشتركة ومفاجآت متبادلة والضحك على نفس الأشياء.
- التقبل والبحث عن الجمال في الاختلاف.
- الصدق والصراحة التامة.
- تعلم الكفاءة بالاقتراب العقلي والعاطفي والجسدي بمعنى إن كان أحدهم دون مستوى الاخر شيئا ما فيجب على من هو دون أن يتعلم كيف يرتقي حتى يحصّل الآخر لا العكس.
- الحرص على إبقاء حيز شخصي لكلا الطرفين وعدم محاولة تخطيه أو الاستفسار عنه فهذا يعطي شغفاً وحباً في الاستمرار والمواصلة دون الملل والرتابة.
- التخلص من الأوهام الشائعة والسيناريوهات المنقولة عبر المسلسلات والإعلام التي تمرر عملية التعلق وأنه لا يمكن لإحدى الطرفين العيش بدون الآخر وأيضا عملية التحدي ومعاكسة تيار كل الظروف فهو حتما عمل جبار إلا أنه زائف وزائل.
- اكتساب وتعلم مهارة حل المشاكل وذلك يكون أولاً بفهم المشكل بدقة وتأنّي فالكثير من المشاكل تُحلٌّ بمجرد توضيح سوء الفهم، ثانياً عدم التزام الصمت والسكوت عند المشكل فهذا سيؤدي إلى كبت للشعور وبالتالي انفجاره لاحقا في التوقيت والمكان الخطأ ومنه يجب المباشرة بطرحه عند حدوثه تماما، ثالثا تذكر أخطائك تجاهه واستحضر فضائله عليك ثم أخيراً قم باقتراح الحلول ولا تكتفي بطرح المشاكل.
- أما مسألة الاستخارة فهي عند الحيرة أما إن حصّلت هذه الأمور فلا داعي.
وأخيرا أود أن أختم بفكرة قد تراود أحدا ما وهي كيف كان حال المرء قبل؟ أو كيف وفق آبائنا قبل؟ الجواب فقط هو أن الطلاق نوعان إما خارجي وكما هو معلوم بالقانون أو باطني وداخلي وفيه نجد تبادل الشتائم وعدم الاحترام وما الزواج آنذاك إلا تقسيم للمهام فهو عليه بالعمل والمصاريف وهي أعمال البيت والطعام أما تربية الأبناء فتتم عبر طرفين متناقضين وكأنهم ببيتين مختلفين تماما. وشكرا
محمد حميدي
-
محمد حميدي{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}