كَم أتمنى العودة ، الى تِلكَ الأَرْضِ التي أمتلأتْ بالدمِ ، بالحُزنِ ، بالدمارِ ، وكل ما يُحزنُ القلب .
أحنُ اليها ، رُغمَ أنني فَارقتُها بعمرٍ صغير ، لا أذكرُ منها إلا القليلُ من التفاصيل ، إلا أنني أحنُ اليها ، أحنُ الى الأصوات التي لا يمكن أن أنساها ، أحنُ الى شوارعٍ لا أذكرُ فيها سوى شكل المباني العريقة .
اشتقتُ الى أُناسٍ لَمْ أراهمْ منذُ أعوام ، قد كبرتُ يا جدتي ، كبرتُ وأصبحتُ شابةً ، تغيرت ملامحي ، ازدتُ طولاً ، بدأت شخصيتي بالظهور ، لَمْ ترى عيناكِ حفيدتُكِ وهي تكبر ، رُغمَ أنَ أحفادكِ الآخرين تربوا بين يديكِ .
كَبرنا يا جدتي ، كَبرنا و تغيرَ كُل شيء ، لَمْ أتوقع في اخرِ لحظةٍ فارقتُكِ فيها أنني لن اراكِ مرةً اخرى !
كم أتمنى العودة ، كَم أتمنى العودة لاستنشقَ رائحةَ تلكَ الأَرْضِ ، لاُقَبلَ تُرابها ، لاُعانقَ جُدرانِها، كَم أتمنى ان أعود لكي استنشقَ رائحةَ الخبزِ الذي يأتي به خالي في كُلِّ صباح ، لا اذكر رائحتهُ لكنني اذكر أنني كنت احبُ رائحتهُ جداً.
لِما كُلُّ هذا ؟ لِما الحرب ؟ لمِا التفرقة ؟ أليسَ من حقي أن أزور جدتي بين الحين و الاخر ؟ أليس من حقها أن ترى حفيدتها تَنمو اماَم عَينيها ؟ أليس من حقي أن أتكلمَ مع بنات خالاتي اللواتي لا أعلم كيف أصبحت ملامحهن الان ؟
يا لهذه الدنيا ، فرقتنا جميعاً ، لم ترحم صغيراً و كبيراً ، تفرق الكثير مِنَّا ، هل سنعود يوماً ؟ هل من الممكن ان أعوض ما فات مني ؟
هل ؟
حكايتي حكاية الكثير من البشر ، لكلٍ مِنَّا حكايةٌ ، حكايةٌ عندما يرويها يشعر بغصة بقلبه .
انها الدنيا ، التي لا ترحم احد.
هذه حكايتي.
آآآه وهل تكفي عن التعبير عن الالم ؟
-
شيرين قاعاتيأكتب لكي اعبر عن الضجيج الذي في داخلي