في كل يوم تسير في الشارع تنظر حولك فتجد هذا يسير مسرعا بسيارته أو متمهلا، وذاك يمشي راجلا، وآخر راكبا دراجة، وهؤلاء مجموعة في سيارة واحدة وهكذا. لو تساءلت يوما إلى أين يذهب كل من تراه؟ إلى أين يذهب كل هؤلاء؟ وما هي حاجة كل واحد منهم؟
بالتأكيد ستجد إجابات متباينة: فهذا ذاهب للعمل، وتلك تصطحب ابناءها إلى المدرسة، وذاك للطبابة، وهذه لتزور أهلها، وهذا يبحث عن عمل، وتلك تريد أن تدرك ساعة بدء العمل، وهذا ليحضر طعاما، وذاك ليرفع دعوى، وهذه لعيادتها، وهذا لمدرسته، وهذه لمتجرها...الخ.
ترى هذا المشهد اليومي في كل ساعة ولحظة ويحدث وأنت في هذا الزحام أن تستمع إلى تلاوة من القرآن الكريم تتحدث عن الآخرة والجنة والنار والتراحم والايمان والإخلاص لله والتوبة والعقاب والثواب والرسل والملائكة وقصص الأنبياء. تعيدنا هذه الآيات في هذا الخضم إلى محور أصل الخلق ألا وهو عبادة الله وخلافته في الأرض بالحسنى.
هذه الآيات تقول لنا أنتم لعمارة الأرض ولكن لا تنسوا عبادة الله، أنتم لطاعة الله ولكن لا تفرطوا في الجد والعمل، أنتم لتشييد الحضارة ولكن لا تغفلوا عن حب الله وطلب رحمته، أنتم لترحموا الضعيف والمسكين ولكن لا تتجاهلوا اعتلاء الصعاب والمتاعب، أنتم للتعلم والاختراع والابداع ولكن لا تتغاضوا عن اللجوء إلى الله وطلب رضاه وعافيته وعفوه.
-
د. وائل خليل شديداستراتيجي وباحث: مختص بالتحليل والادارة الاستراتيجية وتشكيل وتنفيذ الاستراتيجيات وخصوصا في البيئات المضطربة والمعقدة وادارة المشاريع وتطوير المؤسسات غير الربحية