الاعاقة هى مشكلة تؤرق الانسان و تصعب عليه حياته، و تجعله يشعر انه منبوذ من قبل المجتمع ، أو أنه دائما مشفق عليه حيث انه لا يكون طبيعيا ابدا ، و هناك العديد من انواع الاعاقات ، فهناك الاعاقة الجسدية و الذهنية و النفسية والتى يكون لجميعها تأثير سئ على النفس ، فالاعاقات الجسدية تجعل صاحبها غير قادر على التحرك و التفاعل مع المجتمع ، أما الاعاقات الذهنية فدائما ما يكون المصاب بها يعانى من عدم القدرة على الادراك السريع و الفهم الصحيح ، ويشفق عليه الأشخاص حوله دائما ، و يعاملونه كما لو كان طفلا صغيرا ، لا يعى شيئا أبدا ، و كذلك المعاق ذو الاعاقة البدنية ، فانه يلقى الكثير من كلمات الشفقة الدائمة ، ولكن هناك ايضا بعض الأشخاص الذين لا يراعون المعاق ، ولا يهتمون به ، ولا يبالون لحالته النفسية السيئة ، بل يزيدونه وجعا و ألما بكلماتهم القاسية ، و السخرية منه ، والاستهزاء بعقليته ، فهناك من يسخر من المعاق و ينظر اليه نظرات قاسية ، فما يزيدونه الا شقاء على شقاء . و بالرغم من كل ذلك ، فهناك العديد من الشخصيات المعاقة التى حققت انجازات و أبهرت العالم ، و تفوقت على الأصحاء ، فقد كان هناك طفل بترت قدمه و يده نتيجة حادث قطار ، فعاش بيد واحدة و قدم واحدة ، و عندما كان فى المستشفى بدأ يتسرب اليه اليأس الى أن زاره معلم السباحة فى مدرسته ، و قدم اليه الزهور الجميلة ، ثم وعده بأن يعلمه السباحة و يجعله يتقنها عندما يخرج من المستشفى ، فتهلل وجه الطفل و عندما خرج من المستشفى ذهب الى معلمه فعلمه السباحة ، و قضى معه فترات طويلة فى التدريب الى أن أتقنها ، و دخل العديد من المسابقات التى تفوق فيها على منافسيه برغم اعاقته الشديدة ، وظل هكذا حتى اصبح سباح عالمى ، و قدوة لكل المعاقين . فهذه قصة حقيقية تزيد الأمل عند المعاقين ، و تجعلهم يختلطون بمجتمعهم ، و يحققون الانجازات . و هناك أيضا قصة طفلة لم تبتسم لها الحياة عندما ولدت ، فقد ولدت مكفوفة و خرساء و فاقدة السمع ، فلم يستطع أحد التواصل معها الا باللمس و قد عرفت الطفلة بمرور الزمن أنها معاقة اعاقة شديدة جدا ، جعلتها تعيش وحيدة لا ترى ولا تسمع ما يدور حولها ، و لا تستطيع التعبير عما يدور بداخلها بالكلام ولا حتى بالكتابة ، ولكنها كانت سريعة التعلم ، ناجحة ، غير يائسة ، تتزود بالأمل ، و تصبر نفسها من حينا لاخر . و قد تعلمت التواصل مع الاخرين بسرعة ، و تعلمت ايضا الكتابة على الكمبيوتر ، فكتبت العديد من المقالات التى تعبر فيها عن نفسها ، و عن كل أمثالها من المعاقين فنشرت مقالاتها فى الكتب و اتخذها المعاقون قدوة فقد ساعدت كثير ممن هم يعيشون مثلها . فالاعاقة ليست شر و انما هى اختبار من رب العالمين ليعلم الصابرين من الجازعين و ما على المجتمع الا أن يهتم بالمعاقين ، و يعاملهم بلطف و ينمى مواهبهم فهم جزء من المجتمع ، و ليسوا مختلفين أو منبوذين .