إن الإستبداد والظلم الذي عاشته الدول العربية جعل الشعوب تنتفض في وجه النظام الحاكم وتخرج إلى الشارع معلنة بصوت عال "فليسقط النظام". لكن خروجها لم يكن سهلا في ظل مقاومة النظام الحاكم بشتى الوسائل من تقتيل وتجويع وحصار بل وإبادة كما حدث في حلب السورية. لكن هل كل ثورة تقود الى التغيير ؟ إن الثورة التي تقود إلى التغيير هي تلك التي تسعى إلى تغيير الافكار ونشر الوعي بين الناس . تلك الثورة التي هدفها تغيير الفرد قبل تغيير الرئيس لأنه منطقيا لا يمكن أن نطلق على إسقاط رئيس أو ملك تغييرا مادامت عقلية المجتمع لم تتغيير.فإذا كنا حقا نريد أن نغيير واقعنا واوضاعنا الإجتماعية فالمفتاح بين أيدينا الا وهو أن نسعى الى تغيير انفسنا قبل كل شيء.فلقد جاء القران ليوضح هذا عندما قال الله سبحانه "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالاية واضحة فهي تبين أن أيَّ تغييرإلى الأفضل كيف ما كان نوع هذا التغيير من تحسين الأوضاع الاجتماعية أو التخلص من عادة سيئة او التباث على الطريق المستقيم يبدا بتغيير النفس. فادا بدأ كل فرد منا بتغييرنفسه وتغيير محيطه انذاك لن نحتاج إلى ثورة دامية من أجل أن نسقط رئيسفاخلاقنا ستجعله يتغير وينقاد لرغبة المجتمع في التغيير.فخير دليل على أن هذا هو الحل الأنجع للتغيير هو ما قام بهالرسول محمد صل الله عليه وسلم فالرسول قبل ان يجهر بدعوته قام بدعوة سريه حتى شكل نخبة مؤمنة بما جاء به. انذاك بدأ بالدعوة الجهرية ودعوة القبائل الاخري الى الاسلام.ورغم انه ووجه بالرفض من طرف قادة قريش لكنه لم يلجا الى حمل السلاح ضدهم بل كانت دعوته سلميةلأنه مؤمن بما جاء به وعارف بثقل الرسالةالتى جاء بها. بل تجاوز الامر ذالك فما ناله منرفض ورشق بالحجارة من طرف أهل الطائف لم يزده إلا تباتا وصمودا ولما جاءه ملك الجبال قائلا له "إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين" فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا "تلكم هي القدوة الحسنة التي يجب ان نقتدي بها في جل خطواتنا اليومية من اجل غد أفضل و مستقبل مشرق.