دخول المجتمع إلى عالم سيمولاكر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دخول المجتمع إلى عالم سيمولاكر

  نشر في 23 فبراير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

إن ما يقع الآن في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ، يثير المخاوف على مستقبل مجتمعنا، تلك المواقع التي كان دورها الأساسي أن تعزز العلاقات الاجتماعية وأن تقرب المسافات بين الناس ،أصبحت الآن تبعدنا عن كل من هم قريبون منا وتقربنا من كل من هم بعيدون عنا، أصبحت تسرق منا أجمل اللحظات و أفضل الأحداث التي تقع في حياتنا

خطوبة ، زواج ، نجاح ،حفلات ومناسبات عديدة، كنا تستمتع بها في الماضي وبأدق تفاصيلها وأصبحنا الآن لا نهتم إلا بمشاركتها مع متابعينا في الإعلام الاجتماعي ، فنجد جل الحضور حاملا بين يديه ذلك الهاتف الذكي لكي يصف للناس مدى سعادته و فرحه و استمتاعه بتلك اللحظات التي هو لا يعيشها حقيقة، إثر انشغاله بالتقاط الصور و إرسالها ومشاركتها مع الآخرين ، فتندثر بذلك حلاوة تلك اللحظات وتفقد تلقائيتها وعفويتها ، بل حتى تبادل الحديث و الكلام في المناسبات أو التجمعات بات قليلا ، فلم يعد الناس كما السابق تحكي كل صغيرة و كبيرة عنها ، تسأل وتبحث وتنصح وتشارك تلك اللحظات فعليا و واقعيا ، فالكل مشغول بهاتفه ، بعدد الإعجابات التي حصل عليها و التعاليق التي كتبت له ، وبقراءة كل صغيرة وكبيرة موجودة داخل صفحته ، و الإبحار بين مختلف المواقع. وأصبحوا بذلك مخدرين ، تائهين وسجيني عالم سيمولاكر، ذلك العالم الذهاني التخيلي كما تصوره الفيلسوف بودريار ، عالم مؤثث بأحلام اليقظة التي تشكل متنفسا هياميا، خاصة لدى الأفراد العاجزين عن تحقيق أمانيهم على أرض الواقع

هذا العالم جعل الناس حبيسي أمانيهم، فئة تحب الظهور على أنها محبوبة وأخرى سعيدة، وهناك من يريد أن يظهر على أنه مثقف و اللائحة طويلة، فالعالم الاجتماعي ساهم و بنسبة كبيرة في جعل الناس يحبون الظهور و تسويق الذات وعرض الممتلكات والجمال والمهارات ، فوسائل التواصل الافتراضي خلقت الرغبة لدى البعض في الانضمام إلى قائمة المؤثرين في مجتمعاتهم. ولا يمكن إنكار أن الإعلام الاجتماعي له إيجابيات عديدة واستخدامات مهمة ، من رفع مستوى الوعي لدى الناس وتقريب المواطنين من الأحداث ونشر المعلومة بسرعة وتوعية المجتمع في مختلف الجوانب، فضلا على أن هذه المواقع كان لها دور كبير في أحداث الربيع العربي وخروج مختلف الشعوب للتظاهر و المطالبة بإسقاط أنظمة استمرت عقودا من الزمن، رغم أننا لا نعلم هل هي فعلا اندلعت نتيجة وعي المجتمع بأهمية الخروج إلى الشوارع والتعبير عن الرأي و المطالبة بالحقوق، أم أنه كانت جهات معينة ، أرادت الناس أن تخرج وخرجت، وأرادت للفتنة أن تقوم فقامت ...

و هنا يطرح تساؤل مهم حول المحركين الفعليين لهذه المواقع ومن يقف وراءها ؟ فلا يجب علينا استخدام التكنولوجيا بغباء وبدون تفكير ، بل يجب أن نتعامل مع كل معلومة أو خدمة تقدمها لنا التكنولوجيا بذكاء وحكمة وأن لا نكون أغبياء ودمى متحركة يتحكم بها محركوها من وراء غطاء ،بل يجب على كل مستخدم أن يسأل و يبحث ويدقق ....فالاختيار بين أيدينا، إما أن نكون إيجابيين و عقلانيين أثناء استخدامنا للمواقع التواصلية و أن نعيش واقعنا الحقيقي دون المكوث وراء جدران سجن الانترنت ، وإما أن نعيش في عالم خيالي هيامي تافه ونسعى لإبراز سعادتنا للآخرين دون عيشها


  • 8

   نشر في 23 فبراير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا