أكتـــوبر العظيــم جـدا....بقلمي: إيمـان فايد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أكتـــوبر العظيــم جـدا....بقلمي: إيمـان فايد

  نشر في 31 أكتوبر 2020 .

أكتـــوبر ...وقتا مميزا من العام .. إنه كهــدنة المنتصـــف بين صيــف وشتــاء...

طقس شبه باردا.. لا حادا كالصيــف ولا هو موحشا كالشتــاء ...

أما عني فإني أحبه ..ولكن ليس لتلك الأسباب وحدها فحسب...

انما أكتـــوبر متمثلا في نصر أكتـــوبر العظيم ..وكعادته كل عام يشهد ميــلاد اثنين من أقرب الأشخاص لقلبي ولعمري ولحياتي ..أمــي وأخــي..

ولكنه هذا العام قد صار ممــيزا أكثر.. إنما لأن منتصفه قد شهد حفــل تخرج أخــي من كلــية الشــرطة ...

أمــا عن احساسي وقتها ولحظتها لا يوصف ولا تقدره كلمات..حينما شاهدت أخــي بأرض العــروض وسط زملاءه كلهم ينبض بطولة و حماس ...

وحينما استطعت تمييز أخــي من بينهم .. كم السعادة التي غمرتني حينها رائــع جــدا..

وتمنيت لو أنني قد استطعت أن أعبر إليه فأحتضنه وأنا أشعر بكل الفخر ..كما وددت لو أن الوقت لم يمر ولم يبرح تلك اللحظات ..وددت لو أنها تعاد بألــف صــورة و صــورة ...

إنما هي لحظات بعمر قد مضي ..تزول معها كل لحظات اليأس والتعب والألم..

فيها يقف الزمــن عند شعور معين يبقي طويلا لعمر آت ..سأتذكره وسأذكره كثيرا ..

و ستبقي كل الكلمات المسموعة محفورة في وجداني ..

وكل تلك الموسيقات والمعزوفات العسكرية لن تفارق مسامعي ...

وكل تلك الخطوات التي هزت قلوبنا أكثر مما هزت أرض العــروض ..إنما تشعر معها بقوة مصــر وكم هي عظيمة جدا فلا تستحق منا سوي كل جميل ...

علمت جيدا بأن لاشئ مستحيل بشكل مطلق سوي أننا نخاف دائما.. وعلمت أيضا بأن الإصــرار يفعل كل شئ وإن طال الميعاد ...

فتأكدت بأن الأحــلام قد تتحقق بصــور أخري وبترتيبات غير متوقعة جدا ..

فبعض خسارات الماضي لم تكن خسارة حقا كما ظننا .. إنما هي فــرص مؤجلة نحو مكاسب جديدة في الحيــاة لم تدركها عقولنا حينها..ونحو لقـيا مع أقدارنا التي تنتظرنا وننتظرها ...

تلك الأقــدار ربما هي بنسبة كبيرة أحــلامنا التي نرنو إليها منذ زمــن بعيد وقد طال انتظارها ...

أدركت بأن المستحيل هي كلمة نواري وراءها عجزنا وقلة حيلتنا .. ربما تخاذلنا وتراجعنا ولربما أيضا كسلنا ...

ربما..وربما...وربما....

الأسباب كثيرة جدا وراء الاستسلام وترك الأحــلام..ولكن الإصرار وحده يصنع المحال..يلهمنا القوة من جديد وأنت تري أحــلام الصغر ها هي تنمو أمامك ...

أذكر تلك الليالي البعيدة من عمري وكم تسامرنا طويلا في منتصف الليل عن أحــلامنا تلك البعيدة..

عن حلم طفل صغير يتحدث عنه كثيرا ..عن أخــي الذي يصغرني بعام واحد .. فقد اعتبرتني أكبر داعما له منذ الصغر...

الآن ...لم تنتابني السعادة بإنتهاء رحلتي الممتدة عبر سنوات طويلة من دراسة الطب بقدر ما رأيت حــلم طفل صغير قد تمناه منذ نعومة أظافره وقد تحقق...

هذا الطفل الذي هو أخــي ...

أذكر بأن أخــي لم يتمن شئ في حياته بقدر هذا الحــلم وبقدر هذا اليــوم...

ها هو الطفل قد نما وها هو الحــلم قد تحقق ....

واليوم لم يكن تخرج أخــي وحده فحسب إنما هو ميلاد جديد لي بنسخة جديدة ..أكثر تفاؤلا نحو القادم ...

أحيانا نشعر بالسعادة فقط لأجل غيرنا لا لأجلنا نحن ..

أدركت بأن كل ما يصيب الأهل من خير يصيبنا المئات منه ..وأدركت أيضا بأن الأهل هم الــوطن الأول والأخير للإنسان بداخل الــوطن الأكبر ...

وكل ما دون ذلك هو هــراء وشعارات كــاذبة وفترات زائفة ترافقنا كالظل وتتركنا بلحظات المعاناة الحقيقية ...

كل الشعارات كــاذبة ولا قيمة لها إطلاقا إن لم تكن مرفوعة بوقت الألم أولا..ولا قيمة لأي دعم خارجي دونما دعم الأهل ...

و كأنني قد حققت اليــوم انتصارا جديدا علي سوداء اليأس ..

ومن الآمال ما قد يصير واقعا ذات يــوم.. وما اليأس إلا ظلا يطاردنا بأوقات ضعفنا وانهزامنا لكنه أيضا يخفت ما إن حل الاصرار ...

ومن الأحــلام ما قد يتحقق حينما نريدها وبشدة قاتلة لكنها دوما تحتاج مزيد من المحاولات البائسة والمزيد من الاخفاقات المتتالية و التي بنهاية الأمر قد تكلل بالإنتــصار ...

أحب بــلادي كثيرا .. و اليــوم أحببتها أضعاف حبي لها ...

كما أحب تشــرين الأول دائما ..و اليــوم قد أحببته أضعافا فمن اليــوم وصاعدا قد صار أكتـــوبر العظيـم جـدا.....

بقلمي : إيمــان فـايد

طبيبة امتياز.. مستشفيات جامعة طنطا

الخميس : 15 أكتوبر 2020



  • Eman Fayed
    5Th Year Medical Student..Faculty Of Medicine ..Tanta University..Egypt writtting..reading❤️❤️ Article Writter..veto gate..
   نشر في 31 أكتوبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا