ألا تستطيع أن تنظر إلي وأنا أحدثك..لماذا تتأخر عندما أدعوك دائمًا..
دع مابيدك واهتم بعملك ودراستك..
كثيرًا ماتصدر منا هذه العبارات أو نجدها موجهة إلينا مصاحبة بنظرات اللوم والعتاب، بينما وجوهنا عابسة تكاد تخترق شاشات هواتفنا الذكية..
لاندري لماذا وصلنا إلى هذا الحد، ونحن نعلم أنهم على صواب..هل هؤلاء في طريق الوصول إلى مايسمونه إدمان!
لايدرك الكثيرون أنهم يسيرون في هذا الطريق بل هم بالفعل مدمنون لمواقع التواص الاجتماعي، لكن لا أحد يريد أن يعترف أو يترك الفرصة لعقله ليتصور ماخطورة ذلك..
ربما يرى بعضهم أن مجرد وضع تسمية لفرط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعد مجرد تفاهات،
ويحاول غيرهم أن يجد مبررات تحاول إقناعك أن استخدامه تلك المواقع لفترات طويلة أمر حتمي
لم ندرك أنها كونت لنا عالم افتراضي يحوي كل ما نرغب فيه ونفتقده في حياتنا اليومية، أو لانجده بالطريقة المرغوب بها، حتى أصبح لا غنى لنا عنه، نضعه في قائمة الأولويات بل ربما على رأسها لدرجة تجعلك تحذف بعض المهام من واجبات يومك لتستمتع بوقت أكبر على الانترنت.
وبينما تشعر بالسعادة لمجرد حصولك على إعجاب "لايك"، وتتلهف للحصول على أكبر قدر من التابعين، وترغب في مشاركتهم حتى أتفه المواقف التي تمر بها يوميًا في وسيلة مواصلات أو أثناء التسوق...
ينظر من حولنا إلينا نظرة تهكمية ناقضة، معتبرين فقط بسؤال "ماذا" تفعل؟ لم يتطرقوا أبدًا أو يشعروا بقيمة "لماذا" تفعل، ربما يكون "لايك" هو نظرة ثناء وإعجاب لاتجدها من أكثر المقربين منك..
ربما تلجأ لمشاركة أمورك مع أشخاص لاتعرفهم مسبقًا بسبب أن من حولك لايرغبون في مشاركتها معك،
وربما تكون مناقشاتك معهم غير مثمرة تنتهي بأنك المخطئ دائما..
نعم لم يتسائل من حولنا يومًا لماذا نترك الحقيقة ونلجأ للخيال الاجتماعي..
لكن مع كل هذه الأسباب حتى وإن كان من حولنا هم سببًا فيها، لاينبغي أن تبرر لنفسك كثرة الاستخدام الخاطيء لمواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعيدا عن نطاق العمل أو الدراسة، أو حتى لهؤلاء الذين يشعرون بالعزلة دائمًا ويبحثون عن أنفسهم فلا يجدونها إلا من خلال "فيس بوك" و"تويتر" ربما بشخصيات وهمية..
لاينبغي أن نبرر ذلك لأنه على الرغم من المميزات التي تتيحها لنا الشبكة العنكبوتية، والتي قد لانجدها في مكان آخر، وعلى الرغم مما تخلقه لنا من عالم نجد فيه كل ملاذنا إلا أنه كما ذكرت سابقًا "عالم افتراضي"!
فالمتابعة ربما لاتنم عن إعجاب، ورموز التعبير قد تكون مزيفة والمشاعر ربما بل غالبًا غير صادقة .."
عبر الشاشة تتغير ملامحك تماما لدرجة قد لاتستطيع فيها التعرف على نفسك"
في الحقيقة خلال تصفحي لأحد المواقع التقيت ببعض النصائح التي يضعها المتخصصون وغيرهم ، بعضها ينصحك بأن تحدد لنفسك وقتًا معينًا لاتتعداه ، وتحاول عدم مشاركة كل أمور حياتك مع الآخرين بمعنى..
"احتفظ ببعض الأسرار لنفسك"، وحاول عدم الدخول في جدال لانهاية له...
ومع احترامي لكل هذه النصائح القيمة إلا أنني أرى أن التغيير لابد أن ينبع من داخلك وممن حولك، هم ونحن فقط نستطيع أن نعيد أنفسنا إلى الواقع..
فالسؤال الذي ينبغي أن تسأله لنفسك الآن كيف نعيد هؤلاء ونعود معهم..أن ننتشل أنفسنا من بين خيوط العنكبوتية، أن نتحرر من قبضتها
نحاول أن نحول عالمنا الحقيقي إلى واقع نأمله، فكل ماتجده هناك تستطيع تحقيقه هنا.
أن تجد أصدقاء حقيقيون عوضا عن رسوم الكاريكاتور،
عندما تحتاج إليهم لا تكتب أنك تشعر بالمرض أو الوحدة..، تجدهم بجانبك بأجسادهم، بكل نظرة حب وفرح وحزن في عيونهم ، ليس من خلال وجوه ورموز تعبيرية"سخيفة" ورتيبة.
ربما حينها تجد دافعًا لأن تعيد ترتيب أولوياتك، وتستغنى عنها قليلا ثم كثير..
وقتها تكون مدمنا لمشاعر أخ ..أم.. صديق .. لجيرانك وبيتك و أسرتك :)
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥