دعوني و شأني
فاطمة الزهراء البمكلاوي
نشر في 23 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 23 يوليوز 2023 .
كل إنسان له كيانه ذاته أفكاره معتقداته و تصرفاته الخاصة ، إن أردنا أن نتعايش مع الآخر يجب أن نقبله كما يكون ، و أن لا نتعدى الحدود معه ، و كل ما قلته الآن لا أحد ينطبق عليه ، الآخرين يريدونني أن أشبههم أن أتغير لما يحبون و أصبح نسخة مستنسخة عنهم ، لا يفهمونني و لا يريدون أن يفهموني ، أنا لي ذات لا أحملها أكثر من طاقتها ، و قلب لا يتحمل الأذى ، أقوم بما يريحني دون أن أفكر في ذاك الآخر الذي يحاول أن يفكر في ، و ليس هذا فقط أن يغير مبادئي، أن يرغمني على ما يريد ، أن أكون دميته المطيعة و أن يتدخل في شؤوني الخاصة ، و لم يتوقف عند هذا بل تمادى ليتدخل في شؤون غيري عن طريقي أنا ، إنه الجنون برم عينه يا سادة .
الرجال في حديثهم لا يهتمون بالتفاصيل يهتمون لما يقال فقط ، النساء جلهم فضوليات ، إن أخبرت رجلا كمثال: لقد خرجت لأستنشق القليل من الهواء ، لأجابك قائلا : جيد . أما حين تجيبك امرأة : إلى أين ذهبت لاستنشاق الهواء ؟ ثم سرعان ما تتكاثر أسئلتها التي تهدف بها لتشبيع الجانب الفضولي لها ،كمع من ذهبت ؟ هل تناولت شيئا خارجا ؟ ماذا تناولت؟ كيف المكان هناك ؟ و غيرها من الأسئلة التي تسئم الإنسان و تجعله يضجر من الحديث ، من الجلوس مع صاحب هذا الحديث ، من نفسه لأنه أعطاه وقتا ، من الوقت الذي جمعهما و من العالم بأسره .
كنت أشتكي منك يا عزلة الآن أبحث عنك بكل ما أوتيت من قوة ، أهرب من الآخرين و يلاحقونني ، لا يفهمون أني تعبت منهم و من مسايرتي لهم ، وصلت للحد الذي لم أعد أستحمل فيه نفسي فكيف سأستحمل غيري ، أتركوني و شأني في حالي إن أردتكم دققت بابكم ، سألت عنكم ، اتصلت بكم و لكن حين أستريح حين أشتاق حين أرغب بذلك، أما عن دون ذلك، فأنا أريد أن أختلي بنفسي فأجدها بعد ما ضاعت وسط الآخرين ، أريد أن أشتري مجرة أتوه فيها إلى أن ألقى ذاتي أجدد حياتي ، مبادئي و معتقداتي ، أن لا يكون لأحد دخل في قراراتي ، أريد أن أصرخ حتى أسمع آهاتي ، أفعل ما أشاء و لا أبالي ، أشم ريح راحة بالي ، التي حينها ربما ستلقاني .
-
"البمكلاوي"ليس لي مؤنس في الحياة سوى قلمي ، به أستطيع التعبير عن ألمي ، لمعرفتي جيدا يكفي دخولك لعالمي.