اليوم يوافق يوما مميزا نوعا ما في العام .. وبرغم كوني لا أحب الشتاء ولا أعتقد بأنه يحبني أيضا .. وبرغم أنني أيضا لا أحب فبراير أبدا..كونه يذكرني دوما بامتحانات الطب ..لم أكن حرة أبدا في ذلك التوقيت من كل عام ..فلابد وأن لدي اختبار وأن علي عبء المذاكرة ..فتلك المرة عبء المذاكرة والمستشفي معا...

الأمر مرتبط معي بكره الشتاء بكونه لصيقا دوما بامتحانات كلية الطب ولم يكن تخرجي نهاية الموضوع بل هو امتداد إلا أنني أحس الليلة بطعم ليلة صيفية مما أحبها حتي أنني جالسة فوق سطح منزلي أتأمل السماء ..وأحس بعض الدفء الذي أحبه ..

هلا قد اقترب الصيف فيقترب معه حلمي البعيد الذي انتظره ...

هلا قد انتهي هذا الوقت الذي لا أحبه ..

انتظر مرور تلك الفترة العصيبة من حياتي مهما كانت النتائج .. لا يهم .. المهم سلامي النفسي الذي يجعلني أعد لحلمي القادم...

اليوم مميزا بعض الشئ ليس لأنه المدعو الثاني والعشرين من فبراير للعام ٢٠٢٢ ولكنه مميزا بالنسبة إلي كونه يشبه إحدي ليالي الصيف الحالمة ..

وبكونه أعطاني بصيصا من النور لظلامي المترامي طيلة ليالي الشتاء ...

واحساسي بقرب شهر رمضان وسعادتي بذلك الشعور لا يوصف ...حيث السهر المتواصل وبتجمع العائلة علي الإفطار شعور لا يوصف .. وبصلاة التراويح في المساجد ... شعور جميل أتمناه كل عام ...

اعتقادي الدائم بأن الظلام ينتهي وأن الشمس ستشرق بقوة مرة أخري دائما يرسلني نحو أحلام كبري وأعتقد بأنني قادرة علي تحقيقها ذات ليلة ..يجعلني متناسية ما آلمني يوما ...

أحلامنا البعيدة مهما تكرر وداعها فهنالك دوما لقاء جديد أجمل وأرقي ...

هنالك أحلام أخريات تنتظرنا وننتظرها ولا بأس أن نأخذ حلمنا الذي تساقط منا في قائمة الأحلام الجديدة ...

وكما قالها أيضا محمود درويش .. لا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها ..وكما قال أيضا علي قدر حلمك تتسع الأرض ...فأنا اعتقد بأن الأرض أصغر دوما من أحلامي ..وأنها تطال السماء أرسلها إليها في المساء فتطل النسمات مع أشعة شمس الأمل التي تحييني ما إن نظرت إليها وقت الغروب ...

أنا أيضا لا أتوب ولا أفيق من أحلامي...وأؤمن بذاتي وقدراتي بشدة بالغة ولازالت كلمات أبي أمام عيناي...

‏

‏وسأصل يوما ما إلي ما أريد كما وصلت إلي أخريات كادت لتكون مستحيلة هي الأخري ...ولكنني وصلت وسأصل......

بقلمي: إيمان فايد

طبيبة بشرية

الثلاثاء: ٢٢ فبراير ٢٠٢٢