أخيرا إنتهيت من صناعة السلم الذي يصل بين الارض و القمر سلم وهمي من خيزران الخيال
..اخيرا إنتهيت وانا سعيد بهذا الانجاز ......كاذبون هم الذين قالو ان القمر عديم الجاذبية ..فبجماله و حسنه جذبني من اول نظرة ..حملت إبريقي الساخن من القهوة ..وضبت اغراضي و حزمت حقائبي ..وإتجهت نحو المكان لأصعد السلم ...لا تسألوني عن المكان فانا ..لن أخبركم .. فهذا سر ..و الأسرار يجب أن تبقى أسرارا ...
و انا اتسلق السلم ..خطوة تليها اخرى .و بمنتصف الطريق...فجأة . إرتطم نيزك الواقع بسلم الخيال فقطعه الى اجزاء تناثرت هناك بالفضاء
..سقطت بالفضاء...بالفراغ داخل عقلي ...
الحمد لله أني مصادفة ارتطمت بشيء ما حملني ...ظننت اني سقطت فوق الأرض ..و لكن ذلك الشيء لم يكن قاسيا ..بل رخوا و متشعبا مثل الصوف او الفرو ...ما هذا الشيء ..لا أصدق وجدت غيمة تائهة بالفضاء ..
.و جدت نفسي فوق غيمة حزينة .. تمردت و أختارت لنفسها طريقا بالفضاء بعيدا عن الازدحام.. عن التلوث ..بعيدا عن الضجيج و الظلم ..
بعيدا عن صراخنا نحن البشر .
.اردت ان اتحدث الى تلك الغيمة و اسمع قصتها ..و لكنها لزمت الصمت و أبت ان تتحدث وواصلت سكوتها .. أمام تساؤلاتي الكثيرة .. رجوتها ان تحقق لي أمنية واحدة فقط ..بلوغ القمر .. لم توافق في البداية .. و لكنها لم تجد فرصة امام عنادي و إنطلقت بي بأقصى سرعتها معلنة عن بداية الرحلة ..تشبثت بخيوطها الحريرية خوفا من السقوط مرة اخرى ..
...بدأت رحلتي نحو القمر .. نحو القمة كانت طريقا طويلة طول الحلم بأعماقنا ...طول الامل بذواتنا ...
تعبت و تعب بداخلي الخيال ..أمتطي تلك السحابة ..و ارتمي من حين لاخر مستلقيا ..مستمتعا بمطاطيتها ..أنط فوقها هنا و هناك ...و ارتمي عاليا .بأعلى صوت اصرخ ...و اصرخ ..و لا احد يسمعني ..أخيرا أنا لوحدي ..و انا سعيد بهذا ..
اتذكر الأرض.. أنظر خلفي من حين لآخر ..و أرى ان المسافة بدأت تتسع أكثر .و اكثر ..
بقلب الفضاء من بعيد ...
.من الفوق انظر الى الارض و هي تنزف ..انظر الى تشققاتها وتصدعاتها ..الى الحطام المتبعثر بارجاءها...
أتامل وجهها الأزرق الشاحب الحزين ... كانت تبكي ..ولم يرى أحد ذلك .. لم يفهم يوما العلماء سبب ذوبان الجليد بأقطابها ....لم يفهمها أحد ...
لم أكن من بين العلماء ..كنت مجرد إنسان طوال الوقت ..كنت الوحيد الذي إستطاع فهمها ..
الوحيد الذي سمع نحيبها و هو يتردد بالفضاء ..
ليست ظاهرة طبيعية ..او حالة فيزيائية أيها البشر ...ليست أنهارا و لا بحارا ...ليس جليدا ...او ذوبانا ...
بل هي دموع الأم الحنون ..
.إنها الأرض ..
أنا و انت ...هم و .....
نحن السبب .
#موساوي عبدالغني
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
لن أصدق أن الخيال سيتعب يوما بداخلك..فأنت سكناه ومأواه..معجون به..إنه زادك..مجموعة عوالمك
في العادة عبد الغني لم أعد أميل للكتابات الحزينة..غير أن حزنك مختلف..ونصوصك تجذبني..تحياتي لأخي الفنان الجميل
يا صاحب القلم المخملى والخيال الفذ . تجعلنا نعيش لحظات جميلة وتسافر بنا حيث لا يمكننا الذهاب.أحب وصفك وخيالك وبساطة كلماتك واسلوبك الهادئ الذى يجعل الكلمات تنساب بخفة.
"أتأمل وجهها الأزرق الشاحب الحزين...كانت تبكى.....لم يفهمها أحد..."
مبدع يا عبد الغنى...ومتأمل فذ.لا حرمنا قلمك.
واحساسك فاق كل الروائع
لم استطيع سوى كتابة تلك الكلمات البسيطة جداً
فتقبل مروري ببساطته