في قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». وعلى رغم كل هذه الفروق والاختلافات بين البشر أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الله لا يفرق بين عباده، إلا على أساس التقوى فقط، وذلك في قول الرسول: "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
من هذا المنطلق يجب علينا ترسـيخ فـكرة الاخـتلاف ,فالإختلاف سنة كونية فلولا إختلاف البشر لفسدت الأرض وسبحانه القائل (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) .و المقصود بالإختلاف ليس فى الشكل أو اللون أو العرق أو الجنس..الخ فقط،فيقول الإمـام الـشافعـي، رضـي الـله عـنه عن إختلاف الأراء:«رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب». إذا أخـذنـا هذا في الأعتبار، فلن يثور كل منا من أجل رأيه بل سيـكون عليه أن يستمع إلى رأي الآخرين، وإذا أصر على رأيه فعليه أن يقـدم الأدلـة والبـراهين على صدق كلامه ولكن عرض و تقديم وجه النظر الأخرى يكون بالرفق و اللين.
"و جادلهم بالتى هى أحسن" هكذا جاء الأمر لنبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – حيث أمره الله سبحانه و تعالى بأن يدعوهم لعبادة الله بالرفق و الحكمة لا بالتعصب و الأمر و من احتاج منهم مجادلة فلتكن بالوجه الحسن .
إن الاختلاف هنا هو مـجرد إختلاف فـى آراء حياتية وليس عقـائد ثابـتة. إذاً، لا بـد لنـا من تـرسـيخ هذا المفهوم لدى الـجميع ألا وهـو أن نتـفـق في الـجوهر ونختلف في المظهر وأن نتعلم ثقافة الحوار والاختلاف، وفكرة الرأي والرأي الآخر، لأن لكل منا عقله وتفكيره، ولا يحب أحد منا أن يقلل الآخرون من شأنه أو يسفهوا رأيه.
يقول غاندى
"الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء."
البشر يختلفون بأختلاف طباعهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم, وقد لا نجيد قراءة تفاصيل الوجوه لكن غالباً ما نكتفي بالظاهر ونبني عليه.
فالناس كالمعادن منها النفيس ومنها الخسيس ,فمنهم من ينصهر و منهم من يبرز لونه الحقيقى, وإختلاف الطباع آية من آيات الله فى خلقه.
- فى إختلافنا رحمة -
-
Ahmed Elnourأحمد النور 22سنة طالب بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية
التعليقات
- فى إختلافنا رحمة -.. صدقت اخي الكريم
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) من سورة المائدة ، المفارقة يا صديق بأننا نتصف بالثلاثة صفات ، ولكننا نخدع انفسنا بأننا مؤمنين لأننا نصلي ونصوم ونزكي ونحج ، ولاننا اسماءنا احمد ومحمد اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين . وكن مختلف يا صديق ولكن في المباحات وليس بالرئيسيات .
مقال جميل