منذ لحظة ولادة الأنثى في مجتمعاتنا العربية يبدأ تأهيلها لكي ترتدي الفستان الأبيض وتصبح عروس، بل أن بعض الأمهات تبدأ في تجهيز فتياتها من الصيني وأطقم الشاي والخوشاف والصواني والملاعق والسكاكين، وهى ابنتها لن تتجاوز العشر سنوات، وتكون حجة الأم ”مسيرها تتجوز، البنت ملهاش إلا الجواز”.
تشمر الفتاة للبحث عن العريس المنتظر والتي تبدأ بحق عند دخولها الجامعة، فأي زميل أو شاب تلتقي فيه بالجامعة فهو زوج محتمل، لكي تحقق الهدف الذي خلقت من أجله فترضى عنها الأم والمجتمع، وتسعد في حياتها بعد انجازها مهمتها المستحيلة.
وللأسف معايير اختيار الرجل في مصر تأتي وفقا لكم المبالغ التي ينوي تقديمها لابنتهم، بدءا من الشبكة التي لا يجوز أن تقل عن شبكة ابن عمتها، والعائلة في تلك الحالة سوف تأكل وجها، ”وياشماته أبلة ظاظا فيا”، تبعا بالشقة ومساحتها والاثاث وأودة الأطفال التي يجب أن يتم شرائها قبل أن تتم الزيجة من الأساس.
والد العروس يتعامل مع عريس ابنته كخزينة أموال يجب أن يحقق كل أحلامه التي عجز في سنه الستين أن يحققها، تظهر المشاكل وأبواب الجحيم التي تفتح خلال تجهيز الشقة، أعرف شخصيا العديد من الزيجات التي لم تكتمل بسبب مكان ”النيش” الذي لم يعجب والدة العريس، ووصفت العروس بأنها لا تفهم في الذوق.
يتزوج العروسان بعد خلافات لا نهاية لها بسبب الفرح وشهر العسل، والبوفيه الذي لم يعجب أهل العروس ووصفه ب“القردحي”، وبعد هذا الكم من المشاحنات يدرك الزوجان أنهما لم يتمكنا يوما من فهم بعضهم البعض، وأن فترة الخطوبة كانت سراع على حياة لم يتأهلا بعد على مواجهتها.
الزواج ليس هو مهمة الأنثى الوحيدة، بل هى ليست مهمتها من الأساس، فهو حياة خيارية يمكنك السير فيها واختيارها أو العزوف عنها للأبد، لا يوجد ما يسمى قطار الزواج الذي يجب اللحاق به، بل اختاري بعناية واعرفي جيدا ما أنت مقدمة عليه فهى حياة وبيت ومشاكل وأسرة ومخلوقات جديدة ستكونا مسئولان عنهما.
الزواج ليس ما خلقت الإناث من أجله، بل تعلمي واعملي وانطلقي واقرأي وتجولي، لا تتزوجي خوفا من لقب ”عانس”، أو بعدما سأمتي من تكرار أسئلة ”أبله حشرية” لكي ”هنفرح بيكي امتي”، فهذه حياتك وقراراتك واختيارتك ولن يدفع ثمنها أو يجني ثمارها سواكي.
الزواج ليس بتكلفة الفستان والفرح والسفر إلى تايلاند، ليس بتكلفة الشقة والآثاث من ”استقبال” والتلفاز الذكي، بل الزواج بالعشرة والألفة والاحترام والمودة والمشاركة، لسنا في سباق من فينا سيتزوج قبل من، فلا تتسرعي في ركوب قطار الزواج وتنسي حجز مقعد السعادة.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم
التعليقات
بحييكِ :D