بين ما يريده العالم ، وما تريده أنفسنا ، نفقد ..
نفقد طرقا ، نفقد خططا ، نفقد مبدئا ، نفقد رغبه - او ربما الكثير- ، نفقد جزء -او ربما أجزاء - من دواخلنا ، ونصل الي أن نفقد الله في أرواحنا .
فليس كل من غاب -موتا أو فراقا- مفقود ، وليس كل من هو حاضر -جوارا أو بعيدا - مفتقد
لكم تمنينا أن نظلنا نحن ، نحن كما خلقنا الله في اول مهدنا , لكم تغيرنا وفقدنا ، ولكم صارعنا حتي نثبت ، ونتشبث في خيط الصمود والبقاء ، وما تبقي منا اليوم هيا أشباه لنا في ماضينا .
كل منا لديه من يعتقد في داخله بأنه الأصدق ، والأقدر علي اجتياز اختبارات الفقد ، وعند سقوط هؤلاء- ممن آمنا بهم ، واعتقدنا بأنهم أداة النجاه وقت انهيارنا - نفقد شكلا أخر من أشكال الفقد ، وهوا فقد"الثقه " ، الثقه في أننا يمكننا بدونهم ، أو ربما القدره علي أن نكون يدا لهم ولأنفسنا .
انهيار الأسره ، الصديق -وأعي به كل ما تحمله كلمة صديق من معني - ، القدوه ، الحبيب ، الزوج ، الزوجه ، او كل من هم أؤتمنو علي ثباتنا وصلابتنا ، لهو انهيار وتزعزع لأرواحنا وثقتنا لكي نواجه هذا الكون بمفردنا .
انهيار الدين وتعاليمه ، لا يمثل فقط انهيار لانفسنا، بل موتا لها .
لذلك يسلتزم الأمر -إن حدث- إعادة إحياء لنفوسنا.
بين الاعتقاد والإيمان في الأشياء او الأشخاص ، نري نماذج الفرق بينها كالفرق بين من أعجب بديانه ، ومن اعتنقها عن ظهر قلب .
الايمان بالأشياء يجعلها ثابته ، صامده ، لا تتزعزع ويجعل من فقدها امرا أشبه بالمستحيل ، ويجعلنا نتخذها كأسلوب متبع في حياتنا وسلوكياتنا .
علينا أن نتيقن بأن العالم في فقده وفي تزعزع اشخاصه يسير للأسوأ او كما نذكر "للأغمق" ، وأن العاصفه التي تتطيح بكل ما هو صالح وجيد لن تهدأ ، وأن الشيطان الذي يوسوس بكل ماهو شر لن يموت ، وان اختبارات الفقد بشتي انواعها لن تتوقف ، وان اجتيازها ليس باليسير ، وأيضا ليس بالمستحيل .