سهرة غير تكنولوجية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سهرة غير تكنولوجية

قصة قصيرة

  نشر في 08 ديسمبر 2016 .

الأب: "هيا. ليضع كل واحد منكم هاتفه في هذه السلة كما اتفقنا."

الأم والابن والابنة يضعون هواتفهم الذكية في السلة بجانب هاتف والدهم, ثم يجلسون لبدء السهرة بوجوه عابسة مظلمة لا حياة فيها.

الابنة: "أبي هل ستطول هذه السهرة؟"

الأب: "ولم هذا السؤال ونحن لم نبدأها بعد!"

الابنة: "ستبدأ محادثة مهمة بين صديقاتي على الواتس أب في الساعة التاسعة, وستنضم إلينا صديقتنا مي من أمريكا."

الأب: "ستقرئين كل المحادثة بعد انتهاء السهرة. . فلن تطير."

الابن: "أبي أخبرتك بأني آدمن لصفحتين مهمتين على الفيس بوك. ولا أستطيع التغيب عنهما طويلا."

الأب: "لن يلغي أعضاء الصفحتين إعجابهم بسبب غيابك لساعة أو ساعتين. فاطمئن."

الأم: "وماذا عني أنا! لقد كتبت الشيف منال الكون ستاتوس على صفحتها بالفيس بوك بأنها ستكون على المباشر بعد ساعة من الآن. لا أريد أن أفوّت فرصة سؤالها عن الطريقة الصحيحة لعمل الكنافة."

الأب: "لا داعي لهذا السؤال. أنتِ تعرفين بأنّ كنافة المحلات أطيب وأفضل. فلا تحاولي."

تبدأ السهرة.

رُفعتْ السلة بما فيها من هواتف بعيدا. ممنوع تشغيل التلفاز.. ممنوع استخدام الكمبيوتر أو اللاب توب.. ممنوع استخدام الآي باد.

فقط الحوار الآدمي من رأس لرأس.

الابن وهو يتفحص كرش أبيه باستغراب: "أبي. متى خرج لك هذا الكرش. لقد كنتَ دائما نحيفا ومسطح البطن!"

الأب: "منذ سنة يا ابني."

الابنة: "أمي. متى قصصتِ شعرك هكذا. لقد كان طويلا دائما."

الأب معقّبا: "نعم. متى قصصته؟!"

الأم: "منذ ستة أشهر."

الأب وهو ينظر لابنته: "وأنتِ يا ابنتي. لقد أصبح وجهك صافيا وخاليا من حبّ الشباب! لم أنتبه لذلك."

الابنة: "أوه. لقد صفا وجهي منذ دخلتُ الجامعة يا أبي."

الأب مصدوما: "ماذا!!؟؟ دخلتِ الجامعة. متى؟ ظننتكِ ما زلتِ بالثانوية."

الابن: "أبي لقد قاربت سنتها الأولى في الجامعة على الانتهاء!"

الأب يتفحص ابنه: "وأنتَ متى ربّيْت هذا الشارب؟"

الابن: "منذ عدة شهور يا أبي."

الأم: "يا إلهي. تبدو كوالدكَ في شبابه."

الأب مخاطبا ابنه: "هل وجدتَ عملا أم مازلتَ تبحث منذ تخرجك؟"

الابن: "إنني أعمل في شركة صديقك أبا وليد منذ عام يا أبي."

الأم: "لقد كبرتم يا أولاد! أتمنى أن تجدوا أزواجا جيدين لكما."

الابن: "أمي لقد خطبتُ ابنة أبو وليد منذ شهرين!"

الابنة: "آه صحيح. الحديث عن الخطبة يذكرني بموضوعي. هناك شاب يريد التقدم لخطبتي. إنه أستاذ عندنا في الجامعة."

الأب: "لحظة. أين أختكم سهام؟"

الأبن والابنة والأم: "سهام تزوجتْ منذ أسبوع."

الأب: "أها. صحيح.. تزوجت في نفس اليوم الذي أنزلَ فيه الفيس بوك خاصية اللايك الجديدة!"

الأم: "بصراحة لقد أعجبتني هذه السهرة. دعونا نجتمع هكذا دائما."

الابن: "نعم صحيح. سأكتب عن هذه التجربة الجميلة في صفحتيْ على الفيس بوك."

الابنة: "وأنا سأخبر صديقاتي عنها على جروبنا في الواتس آب."

الأب: "انتهت السهرة."

يركض الجميع إلى السلة بلهفة.


  • 15

   نشر في 08 ديسمبر 2016 .

التعليقات

جميل هذا النص على بساطة أسلوبه ورشاقة حواره .. الموضوع هو شغل الساعة ، فمن لم يكتو بنار الأجهزة التي تقدم مع خدماتها الألكترونية ، مرض الإدمان ، والتفكك الاسري؟ .. شكرا سيدتي على هذا النص اللطيف
2
تحفة قصيصية معبرة ، رغم بساطة الحوار و براءة ألقصة من التعقيد الا انها تحمل معاني و رسالة قوية لنا جميعا
ابدعت و سلمت اناملك
3
ههه قصة معبرة وعميقة، ابدعت يا نور، الحمد لله لازلت استمتع بمجالسة الوالدين مساء، ولو للحديث لبرهة قصيره ونسيان العالم الافتراضي.
شخصيا لطالما فكرت باغلاق الفيسبوك لولا ان طبيعة الشغل تلزمني استعماله. السوسيال ميديا تحولك إلى كائن مفرط في استهلاك المعلومة والاخبار بدون هدف او فائدة ترجى. احاول ما امكن ان ادمن على
القراءة فهي افضل للدماغ وتبقيك على افضل حاله ذهنية..
5
نور الكنج
شكرا على المرور الطيب عبد الله

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا