خائنة أنت ..
كليل بعد سكينة طويلة يسمح للفجر بالبزوغ .. كنجمة تزين ليلك ثم تصبح شهابا لتختفي .. كشمس تدفئك بأشعتها ثم تسمح لصقيع الليل أن يخترق أطرافك .. كوردة تأسرك بجمالها حتى تقطفها فتذبل .. كموجة تحملك فوقها ثم تغدرك لتُقطع انفاسك في أعماقها .. كرياح تداعب خصلات شعرك بلطف ثم تعصف لتصفعك بحقائق الحياة الأليمة ..
خائنة أنت ..
تعاهدنا على أن نحمل هموم الدنيا سويا و نتشبث بصداقة تأصلت داخل قلبينا .. تعاهدنا أن يعيش أولادنا صداقتنا .. لطالما كنت العنصر المشاكس و كنتُ من أحمل شغبك لأنك الأصغر بيننا .. لطالما مسحتي دموعي المذروفة على دنيا أتعبتني .. لطالما تعانقنا طويلا و أنت من كانت تقرف من العناق لكن تُكسر القاعدة حين أكون أنا الشخص الذي ستعانقيه .. كنا لا نشبه بعض أبدا .. كنت الشخص القوي الذي لا يظهر للناس ضعفه و كنتُ من تبكي على كل ما يؤلم .. كنت من لا تمت للأنوثة بصلة سوى شكلها و أنا من تسيره العاطفة دائما .. كنا متكاملتين لدرجة ظننا الجميع أخوات و ما جمعنا أقل ما يقال عليه أخوة .. أنت َ من كان يحب أن أداعب شعرها حتى تنام .. كان اليوم ينتهي بمكالمة طويلة نحكي فيها تفاصيل يومنا .. لطالما ارتبطت الخيانة بالرجال و أصبحت مربوطة بالعلاقات العاطفية .. لكن اليوم ها أنا اكتبكِ بين كلماتي لأصف خيانة الصديق .. الخيانة التي لا زال جرحها ينزف كلما عبرت خاطرة على ذاكرتي ..لا زالت مواقفنا المشاكسة تضحكني .. ما زال صوت ضحكاتك يخترق أذني .. ما زالتي تزورنني في أحلامي.. لا زالت الذكريات محفورة في قلبي بألم .. اليوم و على الرغم من مرور سنوات لم أستطع المضي دون أن ألتفت لأتمعن في صداقة غدر بها الزمن و انحلت مع الأيام و يا أسفي على ما فُرِّط به !
-
maria-zdكاتبة هاوية، اتخذت من الكتابة حضنا يكفيني صقيع المصائب
التعليقات
والبُعدُ فوزُ النارَ لا الجمرِ بالجسدِ
يا غائبٌ عن عيني القلبُ منتصبٌ
يُكوىَ بِعُسرِ الفكرِ ليلاً من الجَمَدِ
تذكرتُ الرمشَ نحوى لبارقٍ قمرٌ
تخطى ثلاثٌ العينَ والعقلَ كذا قلبِ
لفلفلةُ العيونُ بالجفنِ لها مُكلَحَةٌ
وتسريبُ الدمعِ منهُ صار مكتَتَبِ
كأنّي ولحظها فاتنتي لها مُنمَّقةٌ
تجمّل اللحظ بالخد والخصر بالعود
ياأمَّ الجمال ما تغيبي عنّي حاضرة
بذكراك عن قول ما ترتجيه مشارفِ