سبع حالات نفسية .. قد لا نعرفها
حالات نفسية .. قد لا نعرفها
نشر في 25 ماي 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كلنا نعرف معنى الحزن والسعادة .. ولكن ماذا عن كل تلك المشاعر العاطفية أو النفسية التي لا نستطيع وصفها بكلمات بسيطة؟ فيما يلي سبعة منها قد نكون قد مررنا (أو نمر) بها دون أن نعرف لها إسماً:
1. ديسفوريا
غالبا ما تستخدم تلك الكلمة لوصف الاكتئاب في الاضطرابات النفسية، هي حالة عامة من الانزعاج والحزن الذي يشمل الأرق، ونقص الطاقة، والقلق، وتهيج غامض. حالة قد توصف بأنها عكس النشوة، وتختلف عن الحزن المتعارف عليه لأنها غالبا ما تتضمن نوعا من الثورة وشيئاً الغضب. قد يمر بها الفرد استجابة لمنشطات كالقهوة والشوكولاتة/ مثلاً .. أو لحالة مؤلمة، وملل شديد، أو اكتئاب.
2. إنثرالمنت
هي مجموعة فرعية من حالات البهجة العشوائية أو المتوحشة (غير العادية). خلافا للفئات الفرعية من الفرح، إنثرالمنت هي حالة نشوة مكثفة فهي ليست كالحب أو الشهوة. قد نواجه تلك الحالة عندما نرى مشهداً لا يُصدق - حفلة موسيقية، فيلم، صاروخا يقلع - حين يستحوذ شيء ما على كل اهتمامنا بشكلٍ يرتفع بالمزاج إلى اقصاه.
3. نورموباثي
وضع العالم النفسي "كريستوفر بولاس" نظرية الاعتلال المعياري .. لوصف مَن يمعنون في مزج المعايير الاجتماعية بحيث تصبح لديهم نوعا من الهوس. صاحب هذه الحالة .. عادة .. معدوم الشخصية تماما، ويلبي .. بوجه دقيق .. ما يتوقعه منه مجتمعه. يتخلل الاعتلال المعياري الشديد فواصل (أو انحراف) عن العادة، حيث ينشق خلالها الشخص العادي .. تحت ضغط تلبية ما هو متوقع منه .. ليصبح عنيفا أو خطرا. الكثيرون يعانون من الاعتلال المعياري المعتدل في أوقات مختلفة في حياتهم، وخصوصا عند محاولتهم للتناسب مع الوضع الاجتماعي الجديد، أو عند محاولتهم إخفاء سلوكيات يدينها الآخرون.
4. التسامي
اعتاد فرويد تشبيه العواطف البشرية بالمحرك البخاري، والرغبة الجنسية .. بناء على ذلك .. بالبخار. فإذا قمنا بحجب البخار عن الخروج من صمامٍ ما، فإن الضغط سوف يتراكم ويجبره على الخروج من صمام آخر. والتسامي .. هو عملية إعادة توجيه وتطويع الرغبات الجنسية للقيام بشيء آخر مثمر اجتماعيا مثل الاعمال اليدوية في حديقة المنزل أو تطوير برنامج حاسوب أو الانخراط في القراءة أو الكتابة. إذا كنت قد استطعت التخلص من الإحباط عن طريق بناء شيء ما، أو حصلت على متعة شديدة غريبة من إنجاز مشروع فني، فهذا معناه أنك مررت بحالة التسامي. غير أنَّ أطباء نفسيين آخرين قاموا بتطوير فكرة التسامي هذه. بعد النظر إلى نظريات الفرنسي "جاك لاكان"، يعتبرون أنَّ التسامي لا يعني تحويل الرغبة الجنسية إلى نشاط آخر مثل بناء منزل، بل يعني مجرد نقل الرغبة الجنسية من جسم إلى آخر - مثل نقل عواطفك من شخص لآخر، على سبيل المثال.
5. تكرار بالإكراه
التكرار بالإكراه أكثر تعقيدا من تعريف فرويد الشهير له على أنه - "الرغبة في العودة إلى الاشياء في حالتها السابقة". التكرار بالإكراه .. سطحيا .. هو حالة لا بد وأنْ واجهتك كثيرا. انها الرغبة في إعادة القيام بنفس العمل دون تبديل شيء منه .. مرارا وتكرارا. لعلك تشعر بوجوب طلب نفس الطبق في مطعمك المفضل، أو أنْ تأخذ نفس الطريق المؤدي لمنزلك دون تغيير، بالرغم من وجود أطباق اخرى لذيذة وطرق أسهل للوصول إلى المنزل. وقد يكون تكرارك أكثر حدة .. إن كنت تشعر بالرغبة الدائمة بمعاملة الناس بنفس الحماقة التي يعاملونك بها بالرغم من معرفتك لعواقب ذلك. فرويد كان مفتونا بهذا الجانب الشاذ من التكرار، وهو السبب في أنه آمن .. في نهاية المطاف .. أن سبب رغبتنا في التكرار يرتبط ارتباطا مباشرا بما أسماه "حملة نحو الموت"، أو الرغبة في التوقف عن الوجود. فالرغبة في وجوب وجود الأشياء على ما كانت عليه في السابق .. منطقيا .. هي حالة عدم وجود .. عودتنا لحالتنا قبل أن نولد. ومع كل تكرار، فنحن نعمل من دافع رغبتنا في العودة إلى حالة ما قبل العيش. ربما هذا هو السبب في أن الكثير من الناس لديهم الرغبة في تكرار أفعال مدمرة، أو على الأقل غير مثمرة.
6. الطاعة بالقمع
أراد "هربرت ماركوس" .. الذي عاصر الاضطرابات الاجتماعية في الستينات .. أن يشرح كيف يمكن لمجتمعات أن تمر بفترات من التحرر الاجتماعي، مثل الثقافات المضادة والثورات في منتصف القرن العشرين، ومع ذلك لا تزال تحت السيطرة (في كثير من الأحيان صارمة) من الحكومات والشركات الكبرى. كيف يمكن للولايات المتحدة أن تمر بجميع تلك الاحتجاجات في الستينيات، دون أن يطيح ذلك بالحكومة؟ الجواب، كما قرر، كان في حالة عاطفية غريبة تعرف باسم "التجمد تحت القمع". يقول فرويد أن التسامي هو توجيه الطاقات الجنسية إلى شيء غير الجنس. لكن ماركيوس عاش في وقت كان فيه الناس يوجهون طاقاتهم الجنسية إلى الجنس بكل حرية، كان عصر التحرر الجنسي بامتياز .. غير أنَّ الناس كانت متجمدة بالرغم من ذلك وقد واصلت الطاعة والخنوع تحت قمع من قبل العديد من القيود الاجتماعية الأخرى، مثل التي تمليها الشركات العملاقة، والجيش، والحكومة. ولقد اقترح "ماركيوس" نظرية أن التجمد .. في الواقع .. يساعد في دعم القمع. وهو بمثابة صمام الهروب لرغباتنا حتى لا نحاول تحرير أنفسنا من القيود الاجتماعية الأخرى. "الشِلَل" (أو المجموعات الحزبية) في المدارس والجامعات .. مثال جيد للتجمد القمعي فالفرد فيها يمارس الكثير من السلوكيات الخارجة عن متطلعات المجتمع .. وعن الطاعة .. بشرب الخمور أو تعاطي المخدرات .. وفي نفس الوقت يدرس الواحد منهم بجدية محاولاً الحصول على شهادة التخرج والاستعداد للانخراط في العمل في الشركات الكبرى. وبدلا من أن نتساءل: "لماذا يجب علينا أن نتحمل تكاليف باهظة من الوقت والمال للانخراط في التعلم عن ظهر قلب .. للحصول على وظائف في الشركات الكبرى" .. بدلا عن ذلك .. فإننا نطيع فقط القواعد .. لنلجأ بعد ذلك .. في نهاية كل اسبوع .. الى ممارسة مهووسة لجنس مخمور مجنون. إنه طاعة بالقمع!
7. أپوريا
جمعينا يعرف ذلك الشعور بالفراغ الداخلي المجنون .. عندما ندرك أن شيئا كنا نؤمن به .. ليس صحيحا في الواقع؟ ثم تصبح الأمور أكثر غرابة وحيرة .. عندما ندرك أن ذلك الشيء قد يكون صحيحا أو غير صحيح - ولكننا لن نعرف الاجابة أبداً .. هذه هي الأپوريا. المصطلح مشتق من اليونانية القديمة، ويعشقه الكثيرون من الباحثين إذ أنه يصف مشاعر الناس في عالم المعلومات المتزايدة، كل منا فيه .. عرضة لقصف متواصل من رسائل متناقضة تبدو صحيحة وغير صحيحة على حد سواء.
المقال مترجم بتصرف من مقال بالانجليزية لـ "Annalee Newitz" في شبكة "http://io9.gizmodo.com"
-
كريم السعيديكاتب عربي
التعليقات
أتمنى يتم الإهتمام بعلم النفس في بلادنا لأن الأمراض النفسية للأسف انتشرت جدا و يتم السخرية من اصحاب هذه الامراض .
بالتوفيق .