je suis malade
complètement malade
parfaitement malade
ذاك المرض
ذاك الفراغ
الشعور بأن روحي مثقوبة
وبأن ماء الحياة يتساقط قطرة قطرة من ذلك الثقب كلما مر يوماً دون أن أراكِ
أن أكون مريضاً بكِ، أن يندثر اشتهائي للأشياء وينحصر في اشتهائك أنتِ
في اشتهاء تفاصيلك الصغيرة التي تشبعت روحي بها، بخصلة شعرك التي تلفينها حول اصبعك السبابة ثم تطلقين صراحها من جديد في عبث طفولي، باهتزاز قدميكِ في وتيرة ثابتة، بتلك الحركة الملتوية التي تفعلينها بفمك كلما اعترضتِ على شئ ما، بصوتك فور استيقاظك، بإصرارك على أن استيقظ على صوتك بدلاً من صوت المنبه، وبردك علي كلما ناديتك: " honey " فتقولين بتلقائية: " يا قلب honey " !
كان لكِ دوماً مذاقاً حلواً لا يشبهه مذاق، مذاقاً يشبه في حلاوته الـ cotton candy أو حلوى القطن، تلك الحلوى التي تصنع من حبيبات السكر المغزولة، فينتج عنها سحابة هشة لذيذة مستعدة دوماً للذوبان والانصهار في الفم دون أدنى مقاومة
ودون أدنى مقاومة، كنت أنا كما الأطفال شرهاً تجاه السكر، لم أكتفي بمجرد التذوق، ولم أنهل منكِ بتعقل، تناولتك حتى الثمالة، حتى أصبح دمي مسمماً بسكرك، ولم انتبه لنفسي إلا وقد أدمنتك وأصبح إدماني لكِ في حالة متأخرة، وبدونك أعاني أعراض الإنسحاب
آه من ذلك التعلق، من ذلك الشئ الذي يرعى في القلب بأريحية تامة، الذي يدفعني إلى أفعال لم يكن يخطر بمخيلتي أن أفعلها يوماً، والذي يراودني الآن عن صلابتي لاضغط بعض أزرار هاتفي وأقول في بساطة: " ألو ! .. وحشتيني "
أريدك، أريدك حد الاحتراق، وأعلم هذا جيداً، لكنني لا أعلم شيئاً سواه، لست في حال يسمح لي بحل ألغازك، والسعي خلف الأجوبة، بنقاشك، بوضع يدي على نقاط الخلاف والوصول إلى حلول، ولست أرغب في لقاء مشوه، يدمي أكثر مما يشفي ويترك ندبة على الروح لا يمحيها جميل الاعتذار
" ما يشبهك في غيابك إلا غروب الشمس " عبارة قرأتها يوماً لكنني لم أفهم معناها حقاً لم استوعبه تماماً إلا بعدما أغلق الباب خلفك معلناً بدء عصر جديد من الفراق، وكم جلست في غيابك على الأرض أحدق في الباب المغلق واتمنى لو يفتح ثانية
منتصف الليل
لا صوت من الرصيف المقابل
لا نظرة من غريب
تحت السماء
مصابيح باهتة
يلتف ضوءها الكئيب حول قدمي
مغلقة دوني الأبواب والنوافذ
محجوبة عني رائحة الوطن
ضوء القمر
ضوء الفجر
وماذا عن بزوغ الشمس ؟
عابرون
باعة الحب الجائلون
وأين مني
من تحمل نكهة دمي
بصمتي
وشهادة الميلاد ؟
المسيني
فكم من السهل أن تغادريني
بلا عتاب
بلا حساب
وحديث الصباح والمساء
لم ينتهي بعد من تدويني
ولن يكف أبداً عن تذكيري
تعلمين عزيزتي أني
كثير النسيان