بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يهطل المطر من ساعات اليوم الأولى .. يتساقط زخات على المشهد أمامي فيزيلكل شوائبه .
هدأت الريح وترك عويلها المكان لصوت المطر الشجي ..
خفقات أجنحة طيور النورس ولعبها وصوتهايترامى في الفضاء أمامي
هي سعيدة بالمطر كسعادتي ولكنها أسعد مني فهي تلعب تحته وتحلق عاليا تتلذذ بقطرات المطر تدغدغها .
تتراكم السحب أكثر في مشهد مهيب تقبل رأس الجبل أمامي وتحتضنه
والشجرة الباسقة أمامي تحاول لمس عنان السماء تستريح بعد طول عناء وعطش.. تقف طائعة مستسلمة بلذة لقبلات المطر ومداعباته ومشاكساته. أخيرا إرتووت بعد طول حنين ..
الأرض! عروس أخضبت يداها بحناء. طرية ندية فرحة مقبلة بحب على كله ... قطرات الماء تلمع على أرصفاتها والحمام متراشقفي كل مكان يشرب يستحم يلعب ويهدل
كخال نثر على جسد الأرض فزينها
الحمام ! كنمش على وجه فتاة قبلتها الشمس ..
كحياة دبت سعيدة بجسد منهك ...
تتعالى البنايات أمامي بأسطحها القرميدية الحمراء . ذلك اللون الباهت الاحمر التعيس
غسلته زخات المطر فعادت لقته ولمعته ودبت فيه الروح
المشهد سريالي
غيمة تعبت من السفر فحطت فوقنا ... أفرغت حقائبها فكان المطر.
مطر ينزل على الأرض من السماء يلامس البنايات فعاد لونها ببطئ كمن سكب ألوانا جديدة على الورقة
نزل المطر عاد اللون لشجر .. وللأرض وللطير ...
هناك حيث الضباب يلف الجبل بشال حريري رمادي ويغطي ما فيه من أسرار .. هناك أتخيل مشهد الخنزير البري والثعالب والأرانب والبوم وكله .. اتخيله يرقص فرحا.. لهذا العرس
وهنا حيث أنا ... موسيقى فيروز و أفكاري الشاردة ... أصبها في كأس قهوتي أرتشفها ببطئ .. بينما العالم من حولي يتطهر من غباره وأساه وينفض عنه ما حل به...
أبتسم أسرح وأفكر .. وأنا متى أنتفض مثل الأرض أمامي وما عليها ? أنا متى أزهر?
-
Uma's worldأحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...