خدعونا فقالوا الوقت كالذهب !
نشر في 07 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قالوا قديماً : "الوقت كالذهب."
معهم كل الحق إذا كان قصدهم تبيان مدى قيمة وأهمية الوقت .. لكن السؤال الذي شغلني أياماً: هل حقاً الوقت كالذهب كما يدعون !؟
بتلك الكلمات وهذا التساؤل أحببت أن يكون ختام عام 2016 (على الأقل بالنسبة لي ..).
فقد كان ضياع الوقت أو "لو أني أملك يوماً آخر لأذاكر أكثر أو افعل كذا بشكل أفضل." هي الجملة السائدة على كلامي معظم أوقات السنة .. تلك العادة المقيتة التي لازمتني حتى في الأجازات التي مضت دون إستغلالها أو حتى الاستمتاع بها.
فجهزت وأعددت تلك الكلمات لعلها تكون المُنجية أو لعلها تجلب عليّ فرجاً وتجر نصراً أوتفتح لي يوماً ما باباً من شدة إغلاقه كنت أظنه لايُفتح.
عمرك هو أنت .. فإن انقضى يومك ذهب عنك بعضك ..
متوسط أعمارنا اليوم هو ال60 : ال70 .. لو أن أحدنا ينام 8 ساعات يومياً فنحن نقضي تقريباً 20 عاماً بالتمام والكمال من أعمارنا في النوم.. ومتوسط 10 أعوام في الأكل والمرح وقضاء حاجات معيشتنا (إن كنت تقضي في ذلك يومياً 4 ساعات). أي أن نصف ما نحياه ينقضي في النوم والأكل، يتبقى النصف أي 30 عاماً. علي المستوى الديني وعبادة الله فيأتي التكليف بعد البلوغ أي بعد 12 إلى 15 سنة تقريباً (مع مراعاة الاختلافات الشخصية). أي أنك مُلزم أن تعبد الله في 15 إلى 18 سنة فقط من حياتك .. يا من تقول أتوب غداً .. غداً أقرب إليك من اليوم فتحرك ..
على المستوي العلمي والتعليمي فنقضي متوسط 4:5 سنوات كاملة من حياتنا في الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات .. طبعا تختلف إن كنت طالب طب :D ... مقدار ما نقضيه في القراءة والثقافة وإكتساب معرفة حقيقية ضئيل جدا مقارنة مع ما نقضيه في النوم والأكل والدراسة والعمل سواء كانوا مجتمعين أو فرادا .. وتسأل نفسك لماذا لا أصبح عالماً ! أو لماذا لست مثقفاً ! صديقي أنت تأكل وتنام أكثر من أي عمل آخر تقوم به في حياتك. :)
لا أريد ان يطول حديثي أكثر حتي يصل إلي العقل والقلب .. ولا أن تبدو كلماتي قاسية .. وعلى أي حال فهي ليست كلماتي .. إنها الحقيقة المجردة والأرقام.
أياً كان ماحدث في 2016 فقد انقضت .. ونحن ياصديقي نفر من قدر الله إلي قدر الله .. فكن علي يقين بجمال قدرك .. وأن الشدائد تأتي لتُعبر لا لتبقي .. واغتنم وقتك .. اهجر عاداتك السيئة واستبدلها بأخري حسنة ولتجعل 2017 شاهداً علي عظمتك وما أنت قادر عليه .. عاهد نفسك الآن واعتذر لها عن تقصيرك تجاهها .. عن فرط مشاعرك التي أحرجتك يوماً ، عن تكاسلك عن القراءة ، عن تقصيرك في مذاكرتك ، عن وردك المهجور من القرآن عن كل خيبات الأمل و ليكن اليوم هو ميلاد نفسك من جديد وفرصة حقيقية لتغير.. نفسك .. واقعك .. وما تحلم به .. <3
عاهد نفسك علي مصارحتها ولتكبح جماح ما يدور بها من شرور .. فلديك معركتين إحداهما خارجية مع ظروف الحياة ومديرك في العمل وزوجتك و .. والأخري مع نفسك .. ولا سبيل لكسب المعركة الأولي دون الانتصار الكاسح علي الثانية وترويضها ..
لذا وبعد كل هذا ، إن أعدت عليّ السؤال المطروح أول المقال سأُجيبك بكل بساطة "لا" .. فالذهب يذهب ويأتي ، أما الوقت إن ذهب لا يأتي .. لذلك فـ "الوقت أغلى من الذهب." فاللحظة التي تمر من عمرك تذهب بلا رجعة.
لم أجد لكلماتي خاتمة أفضل من قول ابن سينا -رحمه الله- : "أفضل أن أعيش حياة قصيرة مليئة بالإنجازات على أن أعيش حياة طويلة فارغة."
لعلي أخرت المقال لبعد بداية العام الجديد بأيام ليكون عليّ حجة و آيه أن سويعات أو بضع أيام قليلة كانت لتُشكل فارقاً كبيراً في مصداقية ما اكتب .. فكيف يكون وداع العام بعد إنقضاءه ! :) "لعلي أعود بالزمن لأنشره مبكراً !" :')
انهض من سُباتك ياصديق .. ولتفعلها .. فأنت تستطيع ...
سأُتبع مقالي هذا بمقالات أُخري:
-لمحة من حياة عظماء فطنوا قيمة الوقت فاستغلوا كل ثانية من حيواتهم.
-عما أنجزت في 2016.
-لينكات كنت قد جمعتها علي مدار العام لشتي المجالات التي أهتم بها وأشخاص يهتمون بتلك المجالات.
-سأعيد نشر تجربتي مع البحث العلمي وما تعلمت.
#لعلها_تكون_المُنجية
#عندي_حلم_ومش_هسيبه
-
Muhammad Ali KhalafI have no thing to talk about.
التعليقات
أرجوا أن تتفضل بقراءة خاطرتي الأولى:
https://www.makalcloud.com/post/1jmzyy3gu
" بإختصار مقالتك رائعة "