الحياة رحلة..تبدا مع الولادة و تنتهي مؤقّتا مع الموت لننتقل بعدها إلى حياة لا تشبهها إطلاقا...
نحن في بحر الحياة فعلا سواء..
الا ترى أحيانا بأنّ البحر هادئ ..دافئ.. أمواجه رحيمة ..مُمتعة..تنعكس عليها أشعّة الشّمس الاّمعة..
تحسّ و انت تغوص فيه او تطفو على سطحه كأنّك روح بلا جسد ..تسكن بين السّماء و الارض..خفيف كريشة بيضاء ..جميل كوردة فتحتْ بتلاّتها للحياة..كأنّك تملك الدّنيا بين يديك..تحسّ بحب يملأك..بسكينة تسكنك.. بعطر الحياة يغمرك..و بألحان الكون ترفعك عاليا ..حيث لا حدود و لا نهايات..
و كأنّك قد إكتشفت شفرة الكون و فهمت سرّ الحياة..
ثمّ تأتي أيّام أخرى تحسّ بثقل يشدّك إلى الارض بعدما كنت تسكن بينها و بين السّماء...تتغيّر مشاعرك..تكثر علامات الإستفهام في ذهنك..و كأنّك أضعْتَ مفتاح السرّ..سرّ الحياة.. بعدما كنت قد عثرت عليه...
انت لست بحاجة إلى البحث عن السّبب..إنّك تعلم جيّدا ما الذي غيّرك..
هناك شيئ ما تبحث عنه و لم تعثر عليه..ثمّة هدف تريد الوصول إليه و لم يتحقّق بعد..هناك حلم تريد ان تلبسه كمعطف عليك..تتحسّس نعومة ملمسه ..تشمّ عطره..تعانقه..و لكنّه لم يتجلّ بعد..
إنك في بحر الحياة تتأرجح بين امواج الفرح و الحزن.. إلى حين تصل إلى جزيرة الاحلام..حيث تراها و قد تجلّتْ في واقعك..
و لكن إيّاك ان تنسى عوّامة الرّضا ..وحدها تُنجيك من الغرق في بحر الحزن المتواصل..وحدها تطفو بك على السّطح..قبل ان تعانق احلامك.