إنعكاسُ وجه علىْ النافذة. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إنعكاسُ وجه علىْ النافذة.

  نشر في 24 غشت 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

      لا زلتْ أبحثُ عن طريق يدّلني إلى صوابي، لمْ نعرفُ أنفسنا وَلسنا نعرف ما تُحبْ وما تكرهْ، تَعيشُ النفس في داخل أحدنا غريبة عنه وكأنها ضيفٌ أسكنَه مُضيفةٌ في قبو مُظلم، وما زال ينتظر الفرج.

      كُلما تجولت بالعديد من الطرق، أشعر بأني تائه بهذهِ المدينة الخاوية على عروشها، لا شيئٌ يشبه الأشياء التي بِذاكرتي، السيارات تضاعفت وقدْ عَلت أصواتها، حَتّى السماءُ التي كِدتُ أن أحفظ مواقع نُجومها قد تغير لونها، وأصبحت تحمل اللون الكَئيب، و أيضاً الوردُ المزروع على جنبات هذه المدينة الصامتة قدّ شاخُ وذبل.

      لا زِلتُ أبحثُ هِنا و هُناك عن إبتسامة تِلكَ المرأة العجوز التي كنت ألمَحُها قبيل خُروجي للجامعة، لَكنّي أخشى بأنّ تِلكَ الابتسامةُ تَلاشَتْ و قَدّ تَحوّلت لِحُزن وِسع المدى.

          لَجأتُ إلى أحد المقاهيْ بطريقي الذي أكاد أجّهله، لِكَي أَنال قليلٌ من الراحة، فجأةً تسللت إلى ذاكرتي أصوات ضحكات السائقين، بينما هُم في راحة من إرهاق العَمل، كُنتُ أودّ أن أعيش طقوس القهوة القديمة عن طريق إيجاد جريدة ما معنونة ب " الأيام، الحياة الجديدة ... " ، مَع صَوتُ أشجانْ السيدة أم كلثوم، لِعَلّيْ أجد نفسي، لكن هذا لم يحدث، لم أجد إلا كافيه هادئ يُوجد به كُل شيئ تتخيله إلا إبتسامات الناس، وَجدتُ كُل شخص بذاكْ الكافيه مُصوب رأسه تِجاهْ النافذة غارقٌ بأوهامه.

         اكتشفتُ بأنّهُ لا  شيئَ يُذكرنيْ بِالماضيْ الجَميلُ وَ لا زِلتُ تائهٌ، وقفت في مَحطة القطارات لِكي أركبُ في قطار متجه لِطريقٌ أجهله، نظرتُ في نافذة القطار، لِيفاجئني وجه في منتهى التعاسة، ينفطر قلبي لِحزنه، أَكادُ أن أسألهُ إن كَان بِوسعي فِعلُ أيْ شيءٌ من أجلهْ، لِأكتشف أن هذا الوجه إنعكاسٌ لِوجهي على النافذة القريبة.


  • 4

   نشر في 24 غشت 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا