خذ صراحتي في كفيك
سميرة بيطام في الصراحة راحة و لو أنها تحمل بين طياتها حقيقة مرة..لا يهم فالمرارة هي مداد الحقيقة
نشر في 27 ديسمبر 2018 .
لا أركز في كتابتي حينما أريد إبداعا، يعذبني إبداعي بل يجعلني أكتب الحرف من عمق الألم ، فأبدع و يصل حرفي إلى كل المحبين له ، لا تشكروني على إبداعي و لا على تعبي ، فلا جمال في العمل بغير تعب ، و لا تفنن في الإبداع بلا عذاب ، لا تقلقوا لكلمة عذاب مني فأنا ألطف جو الأحزان باقتدار و بغير حاجة لتدخل من أحد حتى لو كان أقرب المقربين لي ، قلمي يترجم آهاتي و أريده راقيا ، فالرقي يلطف أجواء العذاب لدي ..و يجعلني أسمو فوق كل الأتعاب و العراقيل ، دونها ورقة اعتراف و أتركني أكمل لك البقية من سيرة كفاح......لا تبك...لطفا ..أنا في هدوء تام فلا تحيرني في عنفوان صراحتي.
إعجابكم لحرفي سببه صدقي في الكتابة و لست أزكي نفسي و إنما أصارحكم السر في التألق، فإن أردت الكتابة أنفرد لوحدي في غرفتي حتى أنعزل عن كل مصدر لضجيج و لو كان خافتا ، و بذلك أقطع تواصلي بالعالم الخارجي بعد أن أكون قد أخذت حقي من أكلي و تواصلي مع الأحبة..فبرامج الوفاء واجبة لست أتخلى عنها و لكن لمن يستحق ..و أما من لا يستحق فلست أتذكر حتى اسمه ..هنا يكمن شرط الحفاظ على الرقي...اختزل كل من يريد بك تأخرا ...انس و ارم ذكرياته معك في البحر ..احذر أن تتذكره لأنك ستتألم من جديد و قد قررت المضي قدما فلا مجال لماض لن يعيد لك ما كنت تتمنى سابقا..حاضرك هو مستقبلك فامض فيه بلا تردد...تألق فالأهم هو أن تتألق..و ستتألق بإذن الله .
خذ صراحتي بين كفيك لأني سأبحر إلى عالم عال جدا لا يستطيع أحد سحبي إلى أرض الواقع لأن فيه فوضى كثيرة ، فأنا إن حلقت أعمل بكل جهدي و قوتي لأحافظ على رنة الحلاوة في كلماتي و أزينها قدر الإمكان بترنيمة ثورة انتفاضة تريد لها حرية و ليس قيدا حتى لو بدى لي باليا ، لست أرضي بأي شكل من أشكال توقف الموسيقى لدي و أنا أكتب و أنوعها بين الثائر و الهادئ حتى تتألق أحرفي على النحو الذي يرضيني و يلبي حاجتي من الاقتناع .
و إن لم اقتنع بسطر أو شعرت بخلل ما في صدقي توقفت و فكرت طويلا حتى أجد الكلمة المصححة لعثرتي و لا أمسح ما سبق لي كتابته ، فالصدق لا يتغير و لا يصحح لأنه خال من العيوب.
خذ صراحتي بين أناملك و تمتع بلحن الحقيقة التي كنت تبحث عنها ، و قد شكرتك لأنك حملت في كفيك صراحتي ربما لأنها أروت عطشك من الشرود و ربما لأنها لبت لديك حاجتك من معرفة ما تخبئه النفس من أسرار و ربما أردت أن تتعلم كيف تصبح مبدعا..
لن أعقب عن رغبتك ، فأنا بالنسبة لي الإبداع ولد من كفاحي..و هي صراحتي ، أما أنت فلربما إبداعك سيولد بسبب آخر و لكل منا سبب يجعله يبدع في مجال ما ،و ليس الكتابة فقط.
أبقى فخورة جدا أن لي قلم يترجم صراحتي لتصل بين أيديكم...فأتمنى أن تعجبكم لأستمر فيها.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
اشتقت لكم ، ولكتاباتكم ،
يارب كلكم بخير وسعاده .